من كتاب معجم المفردات القرانية عند اهل البيت (ع) -168

معجم-المفردات-القرانية-عند-اهل-البيت (ع) 168

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي

ر ت ق

رتقا:

  1. تفسير العياشي: فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ, عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ, عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ  (ع)  قَالَ‏: (خَرَجَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَاجّاً, وَ مَعَهُ الْأَبْرَشُ الْكَلْبِيُّ, فَلَقِيَا أَبَا عَبْدِ اللهِ  (ع)  فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ, فَقَالَ: هِشَامٌ لِلْأَبْرَشِ تَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: هَذَا الَّذِي تَزْعُمُ الشِّيعَةُ أَنَّهُ نَبِيٌّ مِنْ كَثْرَةِ عِلْمِهِ, فَقَالَ الْأَبْرَشُ: لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ مَسَائِلَ لَا يُجِيبُنِي فِيهَا- إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ- فَقَالَ هِشَامٌ: وَدِدْتُ أَنَّكَ فَعَلْتَ ذَلِكَ، فَلَقِيَ الْأَبْرَشُ أَبَا عَبْدِ اللهِ  (ع) : فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ {أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما}([1])، فَبِمَا كَانَ رَتْقُهُمَا وَ بِمَا كَانَ فَتْقُهُمَا؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ  (ع) : يَا أَبْرَشُ … وَ كَانَتَا مَرْتُوقَتَيْنِ لَيْسَ لَهَا أَبْوَابٌ, وَ لَمْ يَكُنْ لِلْأَرْضِ أَبْوَابٌ, وَ هِيَ النَّبْتُ, وَ لَمْ تَمْطُرِ السَّمَاءُ عَلَيْهَا فَتُنْبِتَ, فَفَتَقَ السَّمَاءَ بِالْـمَطَرِ وَ فَتَقَ الْأَرْضَ بِالنَّبَاتِ, وَ ذَلِكَ‏ قَوْلُهُ‏: {أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما}, فَقَالَ الْأَبْرَشُ: وَ اللهِ مَا حَدَّثَنِي بِمِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ قَطُّ, أَعِدْ عَلَيَّ, فَأَعَادَ عَلَيْهِ, وَ كَانَ الْأَبْرَشُ مُلْحِداً, فَقَالَ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ ابْنُ نَبِيٍّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)([2]).
  2. الكافي: عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ, عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ, قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ  (ع)  مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ عُلَمَائِهِمْ فَقَالَ يَا أَبَا جَعْفَر : ( ..قَوْلُ اللهِ تَعَالَى:{أَ ولَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ والْأرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما}([3])، فَقَالَ لَهُ أَبو جَعْفَرٍ (ع) : فَلَعَلَّكَ تَزْعُمُ أَنَّهُما كَانَتَا رَتْقاً مُلْتَزِقَتَيْنِ مُلْتَصِقَتَيْنِ فَفُتِقَتْ إِحْدَاهُمَا مِنَ الْأُخْرَى؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ أَبو جَعْفَرٍ (ع) : اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ فَإِنَّ قَوْلَ اللهِ جَلَّ وعَزَّ كانَتا رَتْقاً يَقُولُ كَانَتِ السَّمَاءُ رَتْقاً لَا تُنْزِلُ الـمَطَرَ ، وكَانَتِ الْأَرْضُ رَتْقاً لَا تُنْبِتُ الْحَبَّ، فَلَمَّا خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى الْخَلْقَ: {وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}([4])، فَتَقَ السَّمَاءَ بِالـمَطَرِ والْأَرْضَ بِنَبَاتِ الْحَبِّ، فَقَالَ الشَّامِيُّ: أَشْهَدُ أَ نَّكَ مِنْ وُلْدِ الْأَنبِيَاءِ وأَنَّ عِلْمَكَ عِلْمُهُمْ)([5])
  3. الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد: ورَوَى الْعُلَمَاءُ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ وَفَدَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (ع)  لِيَمْتَحِنَهُ بِالسُّؤَالِ، فَقَالَ لَهُ: ( جُعِلْتُ‏ فِدَاكَ‏ مَا مَعْنَى‏ قَوْلِهِ عَزَّ اسْمُهُ: {أَ ولَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ والْأرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما}([6])، مَا هَذَا الرَّتْقُ والْفَتْقُ؟ فَقَالَ لَهُ أَبو جَعْفَرٍ (ع) : كَانَتِ السَّمَاءُ رَتْقاً لَا تُنْزِلُ الْقَطْرَ، وكَانَتِ الْأَرْضُ رَتْقاً لَا تُخْرِجُ النَّبَاتَ فَانْقَطَع..)‏([7]).

([1]) سورة الأنبياء: 30.

([2]) تفسير القمي, ج‏2, ص69.

([3]) سورة الأنبياء: 30.

([4]) سورة البقرة: 164.

([5]) الكافي, ج‏8, ص95.

([6]) سورة الأنبياء: 30.

([7]) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ، ج‏2، ص165.