من كتاب معجم مصطلحات الفقه والفاظه
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
النسيء : (وهو لغة تأخير الشيء, وعليه الذكر الحكيم قال تعالى: } إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {([1]), في الآية الكريمة تحريم تأخير المحرم فقد كان العرب اهل غارات وغزوات واصرار على الثأر فربما استثقل جماعة الصبر والمكث ثلاثة اشهر حرم متتالية من غير غزو او حرب , فيعمدون الى تأخير تحريم المحرم الى صفر اي يحرمون شهر صفر بدل محرم كي يستحلوا محرم , يفعلون ذلك في شهر ذي الحجة ومن قبل الموسم في زمانة , وقد ذكر التأريح بعض من اسماء الذين تصدوا للنسيء. وأختلف في اول من سن النسيء قيل عمرو بن الحي بن قمعة بن خنذف وقال ابو مسلم بن اسلم : بل رجل من بني كنانة يقال له: القلمس , ولقد ذمهم الله على النسيء وعده زيادة في الكفر للتشريع المخالف للحكم الإلهي ولما يعملون بسنة من القبائح (وعن ابن عباس قال : ومعنى قوله تعالى: } زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ{, انهم كانوا احلوا مما يحرم الله وحرموا ما احل الله . تحريم النسيء مقدمة لتثبيت اداء فريضة الصيام في اوانها والمنع من ضياع ليلة القدر وحرمان المسلمين مما فيها من افاضات ملكوتية واستعدادات ذاتية وعرضية للعبادة والتقوى)([2]) .
النسيان : هو ضد الذكر, وهو غياب الصورة عن المدركة والحافظة بعد حصولها على نحو يتعذر عليه إستحضارها إلا بجهد.
