من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- كيف تُفسِّر نشأة علم الفقه في أحضان علم الحديث؟ ونشأة علم الأصول في أحضان علم الفقه؟
ج: إنَّ نشأة علم الفقه في أحضان علم الحديث , يرجع الى أنَّ هذا العلم كان – في صدر الإسلام – متمثلا في الحملة التي قام بها عددٌ كبير من الرواة لحفظ الأحاديث الواردة في الأحكام وجمعها، ولهذا كان علم الشريعة في مرحلته الأولى قائما على مستوى علم الحديث، وكان العمل الأساس فيه يكاد أن يكون مقتصراً على جمع الروايات وحفظ النصوص.
وأما طريقة فهم الحكم الشرعي من تلك النصوص والروايات فلم تكن ذات شأن في تلك المرحلة ، لأنَّها لم تكن تعدو الطريقة الساذجة التي يفهم بها الناس بعضهم كلام بعض في المحاورات الاعتيادية.
وبعد نمو علم الفقه والتفكير وإقبال علماء الشريعة على ممارسة عمليّة الاستنباط، وفهم الحكم الشرعي من النصوص بالدرجة التي أصبح الموقف يتطلبها من الدقة والعمق أخذت (العناصر المشتركة) في عمليّة الاستنباط تبدو وتتكشف، وأخذ الممارسون للعمل الفقهي يلاحظون اشتراك عمليات الاستنباط في عناصر عامة لا يمكن استخراج الحكم الشرعي من دونها، وكان ذلك إيذانا بمولد التفكير الأصولي وعلم الأصول واتجاه الذهنيّة الفقهيّة اتجاها أصولياً.
وهكذا ولد علم الأصول في أحضان علم الفقه، فبينما كان الممارسون للعمل الفقهي قبل ذلك يستخدمون العناصر المشتركة في عمليّة الاستنباط من دون وعي كامل بطبيعتها وحدودها وأهمية دورها في العمليّة ، أصبحوا بعد تغلغل الاتجاه الأصولي في التفكير الفقهي يعون تلك العناصر المشتركة ويدرسون حدودها.
- كيف كانت طريقة فهم الحكم الشرعي من تلك النصوص والروايات في المرحلة الأولى ؟
ج: إنَّ طريقة فهم الحكم الشرعي من تلك النصوص والروايات كانت تعتمد الطريقة الساذجة التي يفهم بها الناس بعضهم كلام بعض في المحاورات الاعتيادية.