من كتاب دروس في علم الاصول – التفاعل بين الفكر الأصولي والفكر الفقهي

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

  • كيف تفسر حصول التفاعل بين الفكر الأصولي والفكر الفقهي ؟

ج: إنَّ الترابط الوثيق بين الفقه والأصول يفسر لنا التفاعل المتبادل بين الذهنيّة الأصوليّة على صعيد النظريات من ناحية, وبين الذهنيّة الفقهيّة على صعيد التطبيق من ناحية أخرى ؛ لأنَّ توسع بحوث التطبيق (الفقه) يدفع بحوث النظريّة (الأصول) خطوة إلى الأمام؛ لأنَّه يثير أمامها مشاكل , كما في المسائل المستحدثة , ويضطرها إلى وضع النظريات العامة لحلولها ، كما أنَّ دقة البحث في النظريات الأصوليّة تنعكس على صعيد التطبيق إذ كلما كانت النظريات أوفر وأدق تطلبت طريقة تطبيقها دقة وعمقا أكبر . وهذا التفاعل بين الذهنيتين الأصوليّة والفقهيّة يؤكده تاريخ العلمين على طول الخط ، وتكشف عنه بوضوح دراسة المراحل التي مرّ بها البحث الفقهي والبحث الأصولي في تاريخ العلم ، فقد نشأ علم الأصول في أحضان علم الفقه كما نشأ علم الفقه في أحضان علم الحديث .