من كتاب دروس في علم الاصول – الحقيقة والمجاز – 3

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

  • ما الفرق بين الحقيقة والمجاز ؟

ج: إنَّ الاستعمال الحقيقي يؤدي غرضه ، وهو انتقال ذهن السامع إلى تصور المعنى من دون أي شرط ؛ لأنَّ علاقة السببيّة القائمة في اللغة بين اللفظ والمعنى الموضوع له كفيلة بتحقيق هذا الغرض .

أما الاستعمال المجازي فهو لا ينقل ذهن السامع إلى المعنى ؛ لأنَّ علاقة اللفظ بالمعنى المجازيّ علاقة ثانوية ناتجة عن علاقاته اللغويّة الأولية بالمعنى الموضوع له ، إذ إنَّها تنبع عن الشبه القائم بين المعنى الموضوع له والمعنى المجازي , فهنا لا توجد علاقة لغويّة وسببية بين اللفظ والمعنى ، فيحتاج المستعمل إلى قرينة تشرح مقصودهُ لكي يتحقق غرضه في الاستعمال المجازيّ.

  • كيف نميّز بين المعنى الحقيقي و المعنى المجازي؟

ج: نُميّز المعنى الحقيقيّ عن المعنى المجازيّ بالتبادر من حاق اللفظ (أي من حقيقة اللفظ و ذاته من دون تأثير عامل خارجي‏) ؛ لأنَّ التبادر كذلك يكشف عن الوضع.

  • هل يمكن أن ينقلب المجاز الى حقيقة؟

ج: نعم , إذا كَثُر استعمال اللفظ في المعنى المجازيّ بقرينة , وتكرر ذلك بكثرة قامت بين اللفظ والمعنى المجازيّ علاقة جديدة ، وأصبح اللفظ نتيجة لذلك موضوعا لذلك المعنى وخرج عن المجاز إلى الحقيقة ولا تبقى بعد ذلك حاجة إلى قرينة وتسمّى هذه الحالة بالوضع التعيّني .