من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- ما المراد من الجملة وما أقسامها ؟
ج: الجملة : هي كل كلمتين أو أكثر بينهما ترابط , ولها أقسام عدة باعتبارات عدة , وتقدم أنَّها تقسم الى تامة وناقصة , وكان هذا باعتبار اكتمال المعنى وعدمه , وتقسم باعتبار الإخبار عن النسبة الى خبريّة وإنشائيّة .
- ما الفرق بين الجملة الخبريّة والإنشائيّة؟
ج: إنَّ النسبة في الجملة الخبريّة هي اثبات شيء لشيء سواء طابق الواقع أو لم يطابق لا يملك من أمرها فعلا شيئا إلا أن يخبر عنها ، أما الجملة الإنشائيّة فهي نسبة يراد تحقيقها . ونستخلص من ذلك : أن الجملة الخبريّة موضوعة للنسبة التامة منظورا إليها بما هي حقيقة واقعة وشيء مفروغ عنه ، والجملة الإنشائيّة موضوعة للنسبة التامة منظورا إليها بما هي نسبة يراد تحقيقها .
ويمكن اضافة فرق آخر هو ان الجملة الخبريّة يمكن ان توصف بالصدق والكذب لذاتها , بخلاف الجملة الإنشائيّة فلا يمكن ان نصفها بالصدق والكذب لذاتها لأنها نسبة لم تقع بعد, وانما يراد تحقيقها.
- ما رأي الشيخ صاحب الكفاية (قدس) في النسبة في الجملة الخبريّة والجملة الإنشائيّة ؟
ج: ذهب الشيخ u إلى أن النسبة التي تدل عليها ( بعت ) في حال الإخبار و ( بعت ) في حال الإنشاء واحدة ولا يوجد أي فرق في مرحلة المدلول التصوري بين الجملتين , وإنمَّا الفرق في مرحلة المدلول التصديقي؛ لأنَّ البائع يقصد بالجملة ابراز اعتبار التمليك بها , وإنشاء المعاوضة عن هذا الطريق وغير البائع يقصد بالجملة الحكاية عن مضمونها فالمدلول التصديقيّ مختلف دون المدلول التصوريّ .
- ما ردّ السيد الصدر (قدس) على الشيخ محمد كاظم الخراساني (قدس) بأنَّ النسبة في الجملة الخبريّة و الإنشائيّة واحدة ؟
ج: إنَّ هذا الكلام إنَّما يتم في الجملة المشتركة بلفظ واحد بين الإنشاء والإخبار كما في ( بعت ) , ولا يمكن أنْ ينطبق على ما يختص به الإنشاء والإخبار من جمل فصيغة الأمر مثلاً جملة إنشائيّة ولا تستعمل للحكاية عن وقوع الحدث , وإنَّما تدل على طلب وقوعه ولا يمكن القول هنا بأنَّ المدلول التصوريّ للجملة الانشائية يفعل نفس المدلول التصوري للجملة الخبرية , وأنَّ الفرق بينهما في المدلول التصديقي فقط , والدليل على عدم إمكان هذا القول أنَّا نحس بالفرق بين الجملتين حتى في حالة تجردهما عن المدلول التصديقي وسماعهما من لافظ لا شعور له .