من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- ما المقصود بسيرة المتشرعة ؟
ج: هي السلوك العام للمتدينين في عصر المعصومين ( من قبيل اتفاقهم على إقامة صلاة الظهر في يوم الجمعة بدلاً عن صلاة الجمعة ، أو على عدم دفع الخمس من الميراث .
- كيف فسّر السيد الصدر (قدس) حصول العلم من سيرة المتشرعة؟
ج: إنَّ سلوك الفرد المتدين الواحد في عصر التشريع ، يعد قرينة إثبات ناقصة على صدور بيان شرعي يقرر ذلك السلوك ، ونحتمل في الوقت نفسه أيضا الخطأ والغفلة وحتى التسامح , ولكن اذا وجدنا أنَّ فردين في عصر التشريع كانا يسلكان السلوك نفسه ازدادت قوة الإثبات , وهكذا تكبر قوة الإثبات اذا وجدنا فرداً ثالثاً يسلك السلوك نفسه , وهكذا تكبر قوة الاحتمال حتى تصل إلى درجة كبيرة ، وخاصة عندما نعرف أنَّ ذلك السلوك كان سلوكاً عاماً يتبعه جمهرة المتدينين في عصر التشريع ، إذ يبدو من المؤكد حينئذ أنَّ سلوك هؤلاء جميعا لم ينشأ عن خطأ أو غفلة أو تسامح ؛ لأنَّ الخطأ ، والغفلة أو التسامح قد يقع فيه هذا أو ذاك ، وليس من المحتمل أن يقعَ في جمهرة المتدينين في عصر التشريع جميعاً , وهكذا نعرف أنَّ السلوك العام مستند إلى بيان شرعي , وهي في الغالب تؤدي إلى الجزم بالبيان الشرعي , وهذه الطريقة كالطرق المتقدمة كلها مبيّنة على تراكم الاحتمالات وتجمع القرائن .
- متى تكون سيرة المتشرعة حجّة ؟
ج: اذا كانت تؤدي إلى الجزم بالبيان الشرعي ومتى كانت كذلك فهي حجّة ، وأمَّا إذا لم يحصل منها الجزم فلا اعتبار بها لعدم الدليل على الحجيّة حينئذ , وأن تكون معاصرة لزمن المعصوم %, وأنْ لا يوجد ردعٌ من المعصوم % عن ذلك السلوك .
- ما الفارق بين الإجماع وسيرة المتشرعة ؟
ج: إنَّ الإجماع وسيرة المتشرعة يتفقان بأنَّ كلاً منهما يكشف عن المدرك الشرعي , ويفترقان بأنَّ الإجماع اتفاق على فتوى , والسيرة سلوك عام .