من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الاولى في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- من أركان الاستصحاب الشك في البقاء , ما معناه ؟ وما اقسامه؟
ج: معناه : أنْ يكون هناك شكٌ في بقاء الحالة السابقة. ويقسم الشك في البقاء على قسمين :
أحدهما : أن تكون الحالة السابقة قابلة بطبيعتها للامتداد زمانيّاً والبقاء والاستمرار, وإنما نشك في بقائها نتيجة لاحتمال وجود عامل خارجي أدى إلى ارتفاعها , ومثال ذلك : طهارة الماء ، فإن طهارة الماء تستمر بطبيعتها وتمتد إذا لم يتدخل عامل خارجي ، وإنَّما نشك في بقائها لدخول عامل خارجي في الموقف ، وهو إصابة المتنجس للماء, ويسمى الشك في بقاء الحالة السابقة التي من هذا القبيل ب ( الشك في الرافع ) .
الآخر : أنْ تكون الحالة السابقة غير قادرة على الامتداد زمانيّاً ، بل تنتهي بطبيعتها في وقت معين ونشك في بقائها نتيجة لاحتمال انتهائها بطبيعتها من دون تدخل عامل خارجي في الموقف , ومثاله : نهار شهر رمضان الذي يجب فيه الصوم إذا شك الصائم في بقاء النهار ، فإنَّ النهار ينتهي بطبيعته , ولا يمكن أنْ يمتد زمانياً ، فالشك في بقائه لا ينتج عن احتمال وجود عامل خارجي , وإنما هو نتيجة لاحتمال انتهاء النهار بطبيعته واستنفاده لطاقته وقدرته على البقاء , ويسمى الشك في بقاء الحالة السابقة التي من هذا القبيل ب ( الشك في المقتضي ) ؛ لأنَّ الشك في مدى اقتضاء النهار واستعداده للبقاء .