م.م حسن عبدالهادي اللامي
لجنة إحياء الشعائر الاسلامية
قَالَ رسول الله (صلى الله عليه واله )صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله ِ وَسَلَّمَ:
” مَنْ فُتِحَ لَهُ بَابُ خَيْرٍ فَلْيَنْتَهِزْهُ ، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي مَتَى يُغْلَقُ عَنْهُ ” .
لقد منحنا الله تعالى من لطفه شهراً لنعود فيه الى انفسنا ونحاسبها ، و نقيّم سلوكنا في ضوء الشرع والعقل .. وهذا باب خير يجب على كل مسلم ان ينتهزه في أصلاح نفسه وتقويمها ، فإن الافراط والتفريط الذي يظهر على سلوكنا في حالات الغضب او الشهوة سيكون الصوم محطة تربوية رائعة في التغلب على دواعي النفس وكبح جماحها وترويض سورتها ،واستعادة زمام التحكم بها
ولهذا حث رسول الله (صلى الله عليه واله )في خطبته المعروفة عند دخول شهر رمضان بقوله :
(احْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ ، وَ غُضُّوا عَمَّا لَا يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهِ أَبْصَارَكُمْ ، وَ عَمَّا لَا يَحِلُّ الِاسْتِمَاعُ إِلَيْهِ أَسْمَاعَكُمْ….
… أَيُّهَا النَّاسُ : مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ ، …، وَ مَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ )
فاغتنم الفرصة لترويض النفس على تقوية الارادة ، وضبطها في مواقف الغضب وأمام مثيرات الشهوة خلال الشهر المبارك لما فيه من أجواء روحية تحفز على العبادة ،
وكما قال الحبيب المصطفى : (قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ ….، …دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللَّهِ .. )
فكل لحظاته خطوة نحو التكامل وبناء الذات بإعمال البّر والتخلص من قيود العادات السيئة والأمراض النفسية والروحية …
فإن : (من صام نهاره وقام وردا من ليله وعف بطنه
وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر كما يقول رسول الله (صلى الله عليه واله ):
، فمباركٌ عليكم حلوله وأعاده الله عليكم بالصحة والسلامة
لجنة إحياء الشعائر الاسلامية