رسالة ماجستير
اسم الباحث : مريم هادي رضا الجعيفري
الاختصاص : الشريعة والعلوم الإسلامية
سنة نشر البحث : 2018
تحميل الملف : اضغط هنا لتحميل البحث
الملخص:
بعد الدراسة والبحث في طيات المدونات التفسيرية وكتب اللغة ومدونات البلاغةوالأصول والنحو وعلوم القرآن وبحمدالله أولاوأخرا وبفضله سبحانه استطاعت الباحثة في أنْ تتوصل إلى مجموعة من الثمرات التي يمكن تلخيصها على النحو الآتي:
1-إنّ التفسير التحليلي يعد المسلك البياني للنص القرآني الذي لا غنى لأي مفسّر منه قط ؛ فمن أراد فهم كلام الله ومراده من الآيات القرآنية لا بدّ من أنْ يلجأ له ويتتبع خطواته فهو يزوّدالمفسّر بالوسائل المختلفة لأداء مهمته التفسيريةإذ يوظّف فيه العلوم الأخردكفقه اللغة والنحووالصرف والبلاغة والأصول والقراءات و أسباب النزول وغيرها لبيان مراد الله تعالى فتتفتح بذلك مداركه ويزداد تبحره بدقائق ألفاظ القرآن الكريم .وعليه فإن التفسير التحليلي مسلك مهم لشموله وسعته وصحة نتائجه تفسيرياً .
2- تبيّن للبحث بأنْ الجذور الأولى للتفسير التحليلي تمتد إلى عصر نزول القرآن الكريم وأنّ النبي محمد (ص لى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) هم أصحاب الريادة فيه إذ لهم قصب السبق في هذا المنهج تأصيلاً ووجوداً واستعمالاً ويظهر ذلك من خلال الموروث الضخم التي وصل إلينا .
3-اتضح للبحث أنّ التفسير التحليلي هو أحد مناهج تفسير القرآن الكريم ؛ لأنه يمثل طريقة المفسّروأسلوب في تفسيره للنصّ القرآني سواء كان جزءاً معي من السورة أو سورة كاملة أو المصحف بكامله فيتتبع المفسّر به الآيات ويتناول دراسة كل لفظة في النص ويبين دلالتها الخاصة ومن ثَمَّ يربطها بدلالة التركيب ومن ثم يربطها بدلالة السورة بصورةعامة ويكون التفسير التحليلي اتجاهاً تفسيرياً في حال كون هذا المنهج يمثل الصبغة العامة للمفسر, أو التفسير .
4 -إنّ هناك علاقة وثيقة بين منهج التفسير التحليلي والمناهج التفسيرية الأخرى؛ وذلك للتداخل بينهما فهو يمثل آلة لكل منهج أي لا يخرج صاحب المنهج القرآني أو العقلي أو اللغوي وغيرهم بأي نتيجة تفسيرية دون أن يحلل الآيات القرآنية ويحصل على تفسيرها ٠ وهذه المناهج تدخل في المنهج التحليلي كذلك .
5 -إنّ التفسير التحليلي يساعد على إبراز الهدف الكلي للسورة ؛لأنه يعمل على تفسيرها بسياقات متعددة وكل سياق يعالج هدفاً قرآنيّاً معيناً يتعلق بما قبله وما بعده من الأهداف داخل السورة الواحدة وبالنتيجة نحصل على هدف السورة الأساس كليّا .
6-الحصول على الهدف الأساس لآيات قرآن الكريم التي تحث على هداية البشروهذا عن طريق التفسير التحليلي ويستمد المفسّر ذلك من واقع المحتوى القرآني نفسه سواء بتحليله الآيات العقيدة أو الشريعة أو الأخلاق 7- يساعد التفسير التحليلي في ابراز جمالية النص القرآني فهو نص متدرّج في مقاطعه أيآياته:ولكنها مرتبطة بعضها مع البعض الآخر فتوجع بالنهاية لقصد وغرض إلهي واحد .وهذابخلاف ما يدّعيه المحرفون والمشككون للنص القرآني من أنه نص مفكك وكل جزء منه خصّ بنفسه؛ فهذا الأمر غير صائب فللتفسير التحليلي هو عملية تفسير أيات النص القرآني تفصيليّاً لمعرفة دلالة كل جزء من ثم ربط الأجراء مع بعضها فأثبت أنّ النص القرآني ماهو إِلّا منظومة معرفية واحدة لا يمكن تجزتئتها لأنها تنتهي أخيراً إلى غرض وهدف واحد وهنا تبرز الجمالية له .
8- إن التفسير التحليلي يطلق ذهن المتلقي في فضاءات المعرفة وينقله من المحدودية إلىاللامحدودية في عملية التلقي كما أنّ هذه العملية تتراوح بين معرفة البعد الفكري والبعد التكويني لتنتج البعد التواصلي وهو فهم المتلقي للنص وطريقه ذلك الفهم فهو متغير منمتلق لآخر.
9- إن التأويل له مدخلية في التحليل فالتفسير التحليلي لاينفك عن هذه المدخلية فلمًا كان التأويل هوالانصراف عن الظاهربدليل الوصول إلى معنى النص وكون هذا الانصراف عن الظاهر قديوقع أحيانا في الفتنة أويوصل إلى برالأمان ولمًا كان التفسيرالتحليلي بالمقابل هدفه الوصو ل إلى مراد الله فإن ّلا محالة سيعمل على دراسة دليل ذلك التأويل وتحليله لمعرفةمدى صلاحيته.وعليه فإن َّالتفسير التحليلي يرتبط بالتأويل من حيث أنّه طريق موصل إلى صحة نتائج ذلك التأويل.
10- إنّ لكل تفسير آليات خاصة لا يبتعد عنها فآليات التفسير التحليلي متعددة منها الآليات اللغوية إذ لا يخرج المحلل التفسيري لكشف نص معين من دون أن يستعمل الصرف والبلاغة والنحو وغيرها وكذلك الآليات الأصولية التي من خلاله يتعرف إلى دلالةالأحكام الفقهية من حيث الحرمة والحليّة وغيرها وذلك في مباحث الألفاظ كما أنّ لآليات علوم القرآن الجزء المهم في ذلك فالمفسر لابدٌ أن يتعرف على أسباب نزول الآية والناسخ والمنسوخ والقراءات وغيرها فكل هذه تكون ركائز أساسية للتفسير التحليلي لا يمكنه الكشف عن مراد الله تعالى في السورة إلا من خلالها .
11- إنّ أغلب الآيات في سورة الطلاق تحمل أحكاماً شرعية كما في الطلاق والعدة والنفقة والسكنى وغيرها فتفسيرها بالتحليل من الضروريات؛ لما يبرزه من الأمور الواجبةوالمحرّمة والمستحبة والمكروهة والمباحة وغيرها.
12- من خلال التفسير التحليلي نستطيع معرفة هل الأحكام ثابتة أم متغيرّة وذلك بتتبع الآيات وفرز الجمل الأسمية عن الفعلية ومعرفة السائد من غيره ففي سورة الطلاق نجد من أسلوب الأمر مواضع كثيرة تدل على الوجوب وكذلك للجملة الإسمية حضور في السورة والتي تدل على الثبات لأن أحكام الطلاق ومتعلقاته مفروضة وواجبة على المطلق والمطلقة لابذّ من تحققها ولا تتغير بل ثابتة كما في وجوب العدة ووجوب النفقة وغيرها
أما أهم التوصيات التي توصي بها الباحثة في هذه الدراسة هي :
1-ندعو أصحاب الأقلام البحثية الجادة إلى إيلاء العناية وزيادة الاهتمام بدراسة التفسيرالتحليلي وذلك لأنّه المنهج الأعم والأكثر شيوعاً في نطاق بيان الدلالة التفسيرية للنص القرآني لذلك من الواجب الاهتمام به أكثر من غيره .
2 -نقترح دراسة أيات العقيدة في النص القراني من خلال توظيف منهج التفسير التحليلي ذلك بأنّ هذا المنهج إذا ما وظّفَ التوظيف الصحيح وإذا ما وضع على مساره الأمثل فإنه سيعد الفيصل والوسيلة الأنجع في بيان الدلالة الأوضح بل الأحق من آيات العقيدة وبهذا سيظهرأنَّ التفسير التحليلي بوصفه منطقاً لحل الكثير من الإشكالات التي ترتبط بآيات العقيدةوفهمها تفسيريا.
3- ندعو إلى توظيف منهج التفسير التحليلي في نطاق دراسة النقد التفسيري ذلك بأنّ الباحثة قدوقفت على جملة من الآراء غير السديدة عند المفسرين ما تدعو الحاجة إلى قراءة نقدية دقيقة ولا يؤدى هذه المهمة على أحقيتها سوى منهج التفسير التحليلي لذا أدعو بتوظيفه في النقد التفسيري عموما.
4 -نوصي الكوادر الأكاديمية المختصة بوزارتي التعليم العالي والتربية باعتبار موضوع التفسير التحليلي مادة من المواد الدراسية التي تعد منهجاً دراسياً يُجعل للطلبة في العلوم الإسلامية كما ولا بِدّ للمؤسسات العلمية والبحثية العناية به وبكل تفسير كونه مستمداً جذوره التأصيلية من أهل البيت (عليهم السلام) لذا يجب الأخذ به وتطويره.
5 -نوصي في هذه الدراسة إلى تنشيط ودعم الكوادر ذات الاختصاص بتحليل كلام الله بأدق تحليل ذلك من خلال إقامتهم لجلسات قرآنية أو دورات تعليمية تتخصص بالتفسير التحليلي وأن يصب اهتمامهم بشكل خاص بالآيات التي تحث على ترابط الأسرة وتبين أحكامهاوواجبات كل من الزوجين على الآخر للتقليل من ظاهرة الطلاق الشائعة في وقتنا الحاضر .