من كتاب : قُل ولا تقل لـ د. مصطفى جواد
قل: الجنود المرتزقة، والجنود المرتزقون، وهؤلاء المرتزقة، وهؤلاء المرتزقون.
ولا تقل: المرتزّقة ولا المرتزَقَون، بهذا المعنى.
وذلك لأن الفعل “ارتزق” يأتي على وجهين:
أحدهما وجه اللزوم، وهو من باب “افتعل” الذي بمعنى أنخذ لنفسه أصل الفعل، أي اتخذ لنفسه رزقا، فيكون “ارتزق فلان” بمعنى أصاب رزقا أو نال رزقا، أو جعل لنفسه رزقا، فهو مثل “اقتدر” أي اتخذ طبيخا في قدر.
والوجه الآخر وجه التعدي، وهو “ارتزقه” أي افتعله، بمعنى طلب منه أصل الفعل، وهو الرزق، فيكون “ارتزقه” بمعنى طلب منه رزقا، مثل “أختدمه” أي طلب منه خادما.
قال الجوهري في الصحاح: “الرزقة” بالفتح المرة الواحدة، والجمع الرّزقات. وهي أطماع الجند، وارتزق الجند، أي أخذوا أرزاقهم”.
وقال ناصر المطرزي في معجمه (المغرب في ترتيب المعرب): “الرِّزق ما يخرج للجند عند رأس كل شهر، وقيل يوما بيوم، والمرتزِقة: الذين يأخذون الرزق، وإن لم يثبتوا في الديوان”.
وقال الفيومي في المصباح المنير: “رزق الله الخلق يرزُقهم .. وأرتزق ألقوم: أخذوا أرزاقهم فهم مرتزقة”.
وجاء في لسان العرب: “يقال: رزق الخلق رزقا ورزقا .. وارتزقه واسترزقه: طلب منه الرزق .. وارتزق الجند: أخذوا أرزاقهم .. ورزق الأمير جنده فارتزفوا ارتزاقا .. ويقال: رزِق الجند رَزْقةٌ واحدة لا غير، ورزقوا رَزْقتين أي مرتين”.
ومما نقلنا يظهر الخطأ في قولهم: مُرتزقة، بفتح الزاي، لأن المرتزّق هو المطلوب منه الرزق، أي الذي يعطي الرزق أي الرازق، مع أن المراد هو العكس، أي طالب الرزق وآخذه.
فالصواب كسر الزاي فقل: المرتزقة والمرتزِق، ولا تقل: المرتزقة والمرتزق للمعنى المراد.