من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
إنّ كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواء، و إذا كان خطأ كان داء. و ذلك لقوّة اعتقاد الخلق فيهم، و شدّة قبولهم لما يقولون، فإن كان حقّا كان دواء من الجهل، و إن كان باطلا أوجب للخلق داء الجهل.
و لذلك قيل: زلّة العالم زلّة العالم.
أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، و أبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما. الهون بالفتح: التأنّي و السكينة و الوقار، و هو صفة مصدر محذوف، أي حبّا هيّنا معتدلا. و البغيض: المبغض. و فائدة هذا الكلام الأمر بالاعتدال في المحبّة و البغض، و عدم الإفراط فيهما، فربّما انقلب من تودّ فصار عدوّا، و ربّما انقلب من تعاديه فصار صديقا.