من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
*بئس الزّاد إلى المعاد، العدوان إلى [4] العباد (1) -. [5]
لأنّ الظلم رذيلة عظيمة مستلزمة للشقاء الأشقى في يوم الطامة [6]
الكبرى.
و في الحديث: الظلم ظلمات يوم القيامة.
*بكثرة الصّمت تكون الهيبة، و بالنّصفة يكثر الواصلون، [7]
و بالافضال تعظم الأقدار، و بالتّواضع تتمّ النّعمة، و باحتمال المؤن يجب السّؤدد، و بالسّيرة العادلة يقهر المناوى، و بالحلم عن السّفيه تكثرالأنصار عليه (1) -. [1] قال يحيى بن خالد: ما رأيت أحدا قطّ صامتا إلاّ هبته حتّى يتكلّم، فإمّا أن تزداد تلك الهيبة أو تنقص (2) -. [2]
و لا ريب أنّ الإنصاف سبب انعطاف القلوب إلى المصنف (3) -، و أنّ الإفضال و الجود يقتضي عظم القدر، لأنّه إنعام، و المنعم مشكور، و هكذا إلى آخره، فإنّ الاستقراء و اختبار العادات تشهد بجميع ذلك (4) -.
قوله: «و بالسيرة العادلة يقهر المناوئ» ، المناواة: المعاداة، و ذلك لأنّ العدوّ لا يجد لصاحب السيرة العادلة عيبا يستظهر به عليه، و يسعى به في فساد أمره فيبقى مقهورا مأمورا.
[4] في النهج: على.
[5] نهج البلاغة، الحكمة 221.
[6] الكافي 2: 332.
[7] في النهج: المواصلون.
[1] نهج البلاغة، الحكمة 224.
[2] شرح ابن أبي الحديد 19-48.