من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
**خالطوا النّاس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم، و إن عشتم حنّوا إليكم (1) -. [1]
حنّوا -بالحاء المهملة-من الحنين، و هو الشوق و توقان النفس، من حنّ إليه يحنّ-بالكسر-حنينا. [2]
و قال ابن أبي الحديد: و قد روي «خنّوا» بالخاء المعجمة، من الخنين، و هو صوت يخرج من الأنف عند البكاء. و إلى تتعلّق بمحذوف، أي حنّوا شوقا إليكم. [3] و فيه كما ترى.
و بالجملة، هذا الكلام في الأمر بإحسان العشرة مع الناس، و قد ورد في هذا الباب كثير واسع.
قال محمّد بن الحنفيّة: قد يدفع باحتمال المكروه ما هو أعظم منه. [1]
و روي: حسن السؤال نصف العلم، و مداراة الناس نصف العقل، و القصد في المعيشة نصف المئونة. [2]
و في معنى كلامه عليه السلام قول السعديّ بالفارسيّة: [3]
چنان زى كه ذكرت به تحسين كنند # چو مردى نه بر گور نفرين كنند (1) –
[1] نهج البلاغة، الحكمة 10.
[2] الصحاح 5-2104-حنن.
[1] شرح ابن أبي الحديد 18-108.
[2] شرح ابن أبي الحديد 18-108.