من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
**خذ الحكمة أنّى كانت، فإنّ الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتّى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن. [4]
قال الرضيّ-رضى اللّه عنه-: و قال عليه السلام في مثل ذلك:
الحكمة ضالّة المؤمن، فخذ الحكمة و لو من أهل النّفاق (2) -. [5]
أمر عليه السلام بأخذ الحكمة و تعلّمها أين وجدت، و لو من المنافقين، و رغّب من عساه يستنكف من أخذها من بعض المواضع أن يأخذها من كلّ موضع وجدها.
و كنّى بتلجلجها أو اختلاجها على الروايتين عن اضطرابها،و عدم ثباتها في صدر المنافق إلى أن تخرج إلى مظنّها و هي صدر المؤمن، فتسكن إلى صواحبها من الحكم فيه.
و استعار لفظ الضالّة للحكمة، بالنسبة إلى المؤمن باعتبار أنّها مطلوبه الّذي يبحث عنها و ينشدها كما ينشد الضالّة صاحبها.
و حكي أنّه خطب الحجّاج فقال: إنّ اللّه أمرنا بطلب الآخرة، و كفانا مئونة الدّنيا، فليتنا كفينا مئونة الآخرة، و أمرنا بطلب الدّنيا! فسمعها الحسن [1] ، فقال: هذه ضالّة المؤمن خرجت من قلب المنافق. [2]
**الخلاف يهدم الرّأي (1) -. [3]
أصله: أنّ رأي الجماعة يجتمع على أمر تكون المصلحة فيه، فيقع من بعضهم خلاف فيه، فيهدم ما اجتمعوا عليه و رأوه من المصلحة.
كما رأى هو عليه السلام و جماعة من أصحابه عند رفع أهل الشام المصاحف صبيحة ليلة الهرير من إتمام القتال، و هو المصلحة، فهدم ذلك الرأي من خالف فيه من أصحابه حتّى وقع بذلك ما وقع. [4]
**خيار خصال النّساء شرار خصال الرّجال: الزّهو، و الجبن،و البخل، فإذا كانت المرأة مزهوّة لم تمكّن من نفسها، و إذا كانت بخيلة حفظت مالها و مال بعلها، و إذا كانت جبانة فرقت من كلّ شيء يعرض لها (1) -. [1]
الأخلاق الثلاثة المذكورة رذائل للرجال و هي فضائل للنساء، و بيان ذلك ما ذكره عليه السلام.
و المزهوّة : المتكبّرة، تقول: زهي الرجل علينا، فهو مزهوّ، إذا افتخر. و فرقت : خافت. [2]
[4] نهج البلاغة، الحكمة 79.
[5] نهج البلاغة، الحكمة 80.
[1] أي البصريّ. منه (ره)
[2] شرح ابن أبي الحديد 18-229.
[3] نهج البلاغة، الحكمة 215.
[4] شرح ابن ميثم 5-352.
[1] نهج البلاغة، الحكمة 234.
[2] شرح ابن أبي الحديد 19-65.