شرح حكم نهج البلاغة –  57

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

ردّوا الحجر من حيث جاء، فإنّ الشّرّ لا يدفعه إلاّ الشّرّ (2) -. [3]

الحجر كناية عن الشرّ، و ردّه من حيث جاء كناية عن مقابلة الشرّ بمثله، و لا ريب أنّ هذا ليس عامّا لأمره بالحلم في مواضع كثيرة، بل كلّ ما لا يقطع إلاّ بالشرّ فواجب أن يقطع به.

و هذا مثل قولهم: إنّ الحديد بالحديد يفلح. [4]

قال الشاعر: [1]

فلّما صرّح الشرّ # فأمسى و هو عريان

و لم يبق سوى العدوا # ن دنّاهم كما دانوا

و بعض الحلم عند الجهـ # -ل للذّلّة إذعان

و في الشرّ نجاة حيـ # -ن لا ينجيك إنسان‌

و في وصايا النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-لأبي ذرّ (ره) : كن ذئبا و إلاّ أكلتك الذئاب. [2]

**ربّ مستقبل يوما ليس بمستدبره، و مغبوط في أوّل ليلة قامت بواكيه في آخره (1) -. [3]

الغرض التنبيه من رقدة الغفلة و المعنى ظاهر.

و مثله قول الشاعر: [4]

يا راقد الليل مسرورا بأوّله # إنّ الحوادث قد يطرقن اسحارا


[3] نهج البلاغة، الحكمة 314.

[4] شرح ابن أبي الحديد 19-221.


[1] هو الفند الزمانيّ، انظر شرح ابن أبي الحديد 19-221.

[2] في تحف العقول، باب قصار مواعظ النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-الموعظة 140: يأتي على الناس زمان يكون الناس فيه ذئابا، فمن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب.

[3] نهج البلاغة، الحكمة 380. و في الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام، ص 69:

فكم من صحيح مات من غير علّة # و كم من عليل عاش دهرا إلى دهر

و كم من فتى يمسي و يصبح آمنا # و قد نسجت أكفانه و هو لا يدري‌

[4] شرح ابن أبي الحديد 19-321.