شرح حكم نهج البلاغة –  63

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

الصّبر صبران: صبر على ما تكره، و صبر عمّا تحبّ (1) -. [1]

النوع الأوّل أشقّ من النوع الثاني، لأنّ الأوّل صبر على مضرّة نازلة، و الثاني صبر على محبوب متوقّع لم يحصل.

سئل بزرجمهر في بليّته عن حاله، فقال: هوّن عليّ ما أنا فيه فكري في أربعة أشياء: أوّلها أنّي قلت: القضاء و القدر لا بدّ من جريانهما، و الثاني أنّي قلت: إن لم أصبر فما أصنع!و الثالث أنّي قلت:

قد كان يجوز الصّبر صبران: صبر على ما تكره، و صبر عمّا تحبّ (1) -. [1]

النوع الأوّل أشقّ من النوع الثاني، لأنّ الأوّل صبر على مضرّة نازلة، و الثاني صبر على محبوب متوقّع لم يحصل.

سئل بزرجمهر في بليّته عن حاله، فقال: هوّن عليّ ما أنا فيه فكري في أربعة أشياء: أوّلها أنّي قلت: القضاء و القدر لا بدّ من جريانهما، و الثاني أنّي قلت: إن لم أصبر فما أصنع!و الثالث أنّي قلت:

قد كان يجوز أن تكون المحنة أشدّ من هذه!و الرابع أنّي قلت: لعلّ الفرج قريب! [2]


[1] نهج البلاغة، الحكمة 55.

[2] شرح ابن أبي الحديد 18-189.


**صّلاة قربان كلّ تقيّ، و الحجّ جهاد كلّ ضعيف. و لكلّ شي‌ء زكاة، و زكاة البدن الصّوم‌ [1] ، و جهاد المرأة حسن التّبعّل (1) -. [2]

إنّما كان الحجّ جهاد الضعيف‌ لما فيه من مشقّة السفر، و مجاهدة الطبيعة، و مقاومة النفس الأمّارة بالسوء، و خصّ الضعيف بذلك لأنّ للقويّ جهاد آخر هو المشهور (2) -.

و أمّا أنّ الصوم زكاة البدن‌ ، فلما فيه من تنقيص قوّته و كسر شهوته لغاية طاعة اللّه و الثواب الأخرويّ، كما أنّ الزكاة تنقيص في المال مستلزم لزيادة الثواب في الآخرة (3) -.

و أمّا أنّ جهاد المرأة حسن التبعّل‌ ، فمعناه حسن معاشرة بعلها و حفظ ماله و عرضه، و طاعته فيما يأمر به و ينهى عنه، و ترك الغيرة و نحو ذلك.

قيل: أوصت امرأة ابنتها-و قد أهدتها إلى بعلها-فقالت: كوني له فراشا، يكن لك معاشا، و كوني له وطاء، يكن لك غطاء، و إيّاك و الاكتئاب إذا كان فرحا، و الفرح إذا كان كئيبا، و لا يطّلعنّ منك على قبيح، و لا يشمّنّ منك إلاّ طيّب ريح. [3]

[1] في النهج: الصيام.

[2] نهج البلاغة، الحكمة 136.

[3] شرح ابن أبي الحديد 18-333.


**صحّة الجسد من قلّة الحسد. [4]

معناه أنّ القليل الحسد لا يزال معا في بدنه، و الكثير الحسد يمرضه ما يجده في نفسه من مضاضة المنافسة، و ما يتجرّعه من الغيظ، و مزاج البدن يتبع أحوال النفس.

و لقد أحسن الشيخ الشيرازيّ: [1]

الا تا نخواهى بلا بر حسود # كه آن بخت برگشته خود در بلاست

چه حاجت كه با او كنى دشمنى # كه او را چنين دشمنى در قفاست‌

صاحب السّلطان كراكب الأسد: يغبط بموقعه، و هو أعلم بموضعه (1) -. [2]

أي يتمنّى موقعه و هو يعلم أنّه في غاية من المخاطرة بالنفس و التعزير بها.

و قريب منه قولهم: صاحب السلطان كراكب الأسد يهابه الناس، و هو لمركوبه أهيب. [3]


[4] نهج البلاغة، الحكمة 256.

[1] كليّات سعدي، 209.

[2] نهج البلاغة، الحكمة 263.

[3] شرح ابن أبي الحديد 19-149.

(4) –