سلسلة دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب –95

دروس في علم الاصول الحلقة الثانية في سؤال وجواب

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

توقف الوضع على تصور المعنى

  • على ماذا يتوقف الوضع؟

ج: يتوقف كل وضع يباشره الواضع أنْ يتصور الواضع المعنى واللفظ ؛ لأنَّ الوضع بمثابة الحكم على المعنى واللفظ ، وكل حاكم لا بد له من استحضار موضوع حكمه عند جعل ذلك الحكم .

  • ما المراد من توقف الوضع على تصور المعنى؟

ج: إنَّ الواضع إذا أراد أنْ يضع لفظاً لمعنى لابد له قبل ذلك أنْ يتصور ذلك المعنى وبعد ذلك يضع له لفظاً,  ومثال ذلك أنْ نتصوّر معنى (زيد) بما له من مشخّصات ، ثمَّ نضع اللفظ بإزاء هذا المعنى المتشخّص ، وكذلك سائر المعاني التي نريد أنْ نضع بإزائها ألفاظاً.

  • ما صور تصور المعنى؟

ج: تصور المعنى يكون على نحوين:

الأول: يكون باستحضاره مباشرة , وهذا يسمى بالوضع الخاص.

الثاني: باستحضار عنوان منطبق عليه وملاحظته بما هو حاك عن ذلك المعنى , (أي : بتصور عنوان عام ينطبق عليه ويشار به إليه ، إذ يكون ذلك العنوان العام مرآة وكاشفاً عنه ، كما إذا حكمت على شبح من بعيد أنَّهُ أبيض – مثلا – , وأنت لا تعرفه بنفسه أنَّهُ أي شيء هو ، وأكثر ما تعرف عنه – مثلا – أنَّهُ شيء من الأشياء , أو حيوان من الحيوانات ، فقد صح حكمك عليه بأنَّهُ أبيض مع أنك لم تعرفه ولم تتصوره بنفسه , وإنَّما تصورته بعنوان أنَّهُ شيء , أو حيوان لا أكثر وأشرت به إليه .

وهذا ما يسمى في عرفهم (تصور الشيء بوجهه) وهو كافٍ لصحة الحكم على الشيء)([1]), ويسمى هذا بالوضع العام .


([1]) ظ: اصول المظفر.