من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- هل يحتاج اللفظ للدلالة على المعنى المجازي إلى وضع جديد وراء وضع اللفظ لمعناه الحقيقي ؟
ج: هنا اتجاهان :
الأول : توقف صحة دلالة اللفظ على المعنى المجازي على وضع جديد بين اللفظ والمعنى المجازي, وهذا يقوم على أمرين:
1ـ لا بدَّ من تصوير الوضع المصحح للاستعمال المجازي بنحو يختلف عن الوضع للمعنى الحقيقي , وإلّا ما كان مجازاً , ولا نقلب المعنى المجازي إلى حقيقي وهو خلف.
2ـ أنْ يحفظ الطوليّة بين الوضعيّن على نحو يفسر أسبقيّة المعنى الحقيقي إلى الذهن عند سماع اللفظ المجرد عن القرينة ، وذلك بأنْ يدعى مثلاً وضع اللفظ المنضم إلى القرينة للمعنى المجازي فحيث لا قرينة تنحصر علاقة اللفظ بالمعنى الحقيقي ولا يزاحمه المعنى المجازي .
الثاني : وهو ما ذهب إليه السيد الصدر + من عدم الاحتياج إلى وضع جديد للمجاز لتصحيح الاستعمال ؛ لأنَّهُ إنْ أريد بصحة الاستعمال حسنُهُ فواضح أنَّ كل لفظ له صلاحيّة الدلالة على معنى يحسن استعماله فيه وقصد تفهيمه به ، واللفظ له هذه الصلاحيّة بالنسبة إلى المعنى المجازي كما عرفت فيصح استعماله فيه ، وإنْ أريد بصحة الاستعمال انتسابه إلى اللغة التي يريد المتكلم التكلم بها فيكفي في ذلك أنْ يكونَ الاستعمال مبنياً على صلاحيّة في اللفظ للدلالة على المعنى ناشئة من أوضاع تلك اللغة .