شرح حكم نهج البلاغة – 65

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

الطّمع رقّ مؤبّد (1) -. [1]

استعار لفظ الرقّ‌ للطمع باعتبار ما يستلزمه من التعبّد للمطموع فيه، و الخضوع له كالرقّ، و تأييده باعتبار دوام التعبّد بسببه، فإنّ الطامع دائم العبوديّة لمن يطمع فيه ما دام طامعا.

قال الشاعر:

تعفّف و عش حرّا و لا تك طامعا # فما قطّع الأعناق إلاّ المطامع‌

[2]

و في المثل: أطمع من أشعب‌ [3] ، رأى سلاّلا يصنع سلّة، فقال له:


[1] نهج البلاغة، الحكمة 180.

[2] شرح ابن أبي الحديد 18-413.

[3] قال الميداني في مجمع الأمثال 2-301: هو رجل من أهل المدينة، يقال له:

أشعب الطمّاع، و هو أشعب بن جبير مولى عبد اللّه بن الزبير، و كنيته أبو العلاء.

أوسعها. قال: مالك و ذاك؟قال: لعلّ صاحبها يهدي لي فيها شيئا. [1]

و قيل: لم يكن أطمع من أشعب إلاّ كلبه، رأى صورة القمر في البئر فظنّه رغيفا، فألقى نفسه في البئر يطلبه، فمات. [2]

3226 *3154* 154-

الطّامع في وثاق الذّلّ (1) -. [3]

قال الشاعر: [4]

و اليأس إحدى الراحتين و لن ترى # تعبا كظنّ الخائب المكدود

و من الكلمات المشهورة قولهم: عزّ من قنع، و ذلّ من طمع. [5]


[1] شرح ابن أبي الحديد 18-413.

[2] شرح ابن أبي الحديد 18-413.

[3] نهج البلاغة، الحكمة 226.

[4] هو البحتريّ، انظر ديوانه 1-12.

[5] شرح ابن أبي الحديد 19-50.