من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
الظّفر بالحزم، و الحزم بإجالة الرّأي، و الرّأي بتحصين الأسرار (1) -. [1]
الحزم أن يقدّم العمل في الحوادث الواقعة في باب الإمكان قبل وقوعها بما هو أقرب إلى السلامة، و أبعد من الغرور.
و إجالة الرأي : إعماله. و تحصين الأسرار : كتمانها.
أشار إلى المبدأ القريب للظفر و هو الحزم، و إلى البعيد منها و هو كتمان السرّ، و إلى الوسط منها و هو إجالة الرأي.
قالوا: إذاعة السرّ من قلّة الصبر، و ضيق الصدر، و توصف به ضعفة الرجال و النساء و الصبيان، و السبب في أنّه يصعب كتمان السرّ أنّ للإنسان قوّتين: إحداهما آخذة، و الأخرى معطية، و كلّ واحدة منهما تتشوّق إلى فعلها الخاصّ بها، فعلى الإنسان أن يمسك هذه القوّة و لا يطلقها إلاّ حيث يجب إطلاقها. [1]
[1] نهج البلاغة، الحكمة 48.
[1] شرح ابن أبي الحديد 18-177-178.