من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
عظّم الخالق عندك يصغّر المخلوق في عينك (2) -. [3]
هذا أمر وجده العارفون باللّه، فإنّ من عرف عظمة اللّه و جلاله و لحظ جميع المخلوقات بالقياس إليه حتّى علم مالها من ذواتها و هو الإمكان و الحاجة، علم أنّها في جنب عظمته عدم، و لا أحقر من العدم. و شدّة صغر المخلوق في اعتبار العارف بحسب درجته في عرفانه.
قيل لبعض العارفين: فلان زاهد، فقال، فيما ذا؟فقيل: في الدّنيا، فقال: الدّنيا لا تزن عند اللّه جناح بعوضة، فكيف يعتبر الزهد فيها؟
و الزهد إنّما يكون في شيء، و الدّنيا عندي لا شيء. [1]
[2] سورة الروم (30) -27.
[3] هكذا ضبطها الشارح (ره) و لكن في نهج البلاغة، الحكمة 129 ضبطت هكذا:
عظم الخالق عندك يصغّر المخلوق في عينك.