من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
الغنى و الفقر بعد العرض على اللّه (1) -. [2]
أي لا يعدّ الغني غنيّا في الحقيقة، إلاّ من حصل له ثواب الآخرة، و لا يعدّ الفقير فقيرا إلاّ من لم يحصل له ذلك، فإنّه لا يزال شقيّا معذّبا، و ذاك هو الفقر بالحقيقة.
فأمّا غنى الدّنيا و فقرها عرضيّان، زوالهما سريع، و انقضاؤهما وشيك.
[2] نهج البلاغة، الحكمة 452.
[3] نهج البلاغة، الحكمة 461.
************************************
الغيبة جهد العاجز (2) -. [3]
أكثر ما تصدر الغيبة عن الأعداء و الحسّاد الذين يعجزون عن بلوغ أغراضهم، و شفاء صدورهم فيعدلون إلى إظهار المعايب لما يجدون فيه من اللّذّة.
و نفّر عنها بنسبة فاعلها إلى العجز، و أنّها غاية جهده ليأنف من ذلك النقصان و لا يرضى به.
قيل للأحنف: من أشرف الناس؟قال: من إذا حضر هابوه، و إذا غاب اغتابوه. [1]
[1] شرح ابن أبي الحديد 20-179.