والنصب الذي فاعله مفعول ومفعوله فاعل
مثل قول اللّه ، جلّ وعزّ « 5 » ، في « آل عمران » : « 6 » ( قالَ : رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ ، وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ ؟ ) والحدثان للمخلوق لا للكبر . ومثله في « مريم » : « 7 » ( وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ) . والحدثان للشّيب لا للرأس . ومعناه : وقد بلغت الكبر « 8 » . ومثله : « 9 » ( ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ ، أُولِي الْقُوَّةِ ) .
معناه : لتنوء العصبة بمفاتحه . و [ قيل ] : معنى تنوء : تذهب « 10 » . قال الشاعر : « 11 »
أسلموه في دمشق كما * أسلمت وحشيّة وهقا
ألا ترى أنّ الفعل للوهق .
ومن ذلك قول جرير « 1 » :
مثل القنافذ هدّاجون قد بلغت * نجران ، أو بلغت سوءاتهم هجر
والسّوءات بلغت هجر . وقال أبو زبيد الطائيّ : « 2 »
إليك إليك عذرة بعد عذرة * وقد يبلغ الشّرّ السّديل المشمّر
والشرّ « 3 » قد يبلغ السّديل . ومن ذلك قول الآخر : « 4 »
كانت عقوبة ما جنيت كما * كان الزّناء عقوبة الرّجم
[ الزّناء يمدّ ويقصر . والبكاء أيضا ] « 5 » . والوجه « 6 » : كما كان الرّجم عقوبة الزّناء .
( 5 ) ق : « تعالى » . ب : عز وجل .
( 6 ) الآية 40 . وسقط « قال ربّ أنّى يكون لي غلام » من النسختين .
( 7 ) الآية 4 .
( 8 ) ق : بلغت من الكبر عتيا .
( 9 ) الآية 76 من القصص . وليس فيها شاهد على النصب الصريح . وسقط حتى « تذهب » من النسختين .
( 10 ) قيل : إن تنوء به وتنأى به لغتان بمعنى : تذهب به . انظر شرح القصائد السبع ص 76 والبحر 6 : 75 والتاج ( نوأ ) .
( 11 ) عبيد اللّه بن قيس الرفيات . ديوانه ص 53 وديوان الحطيئة ص 187 والأضداد لابن الأنباري ص 86 والتمام ص 180 والمحتسب 2 : 118 . ق : « ومن ذلك قول الشاعر » . –
جعل البيت مع التعليق عليه في ب بعد « عقوبة الزناء » . والوهق : حبل فيه أنشوطة تؤخذ به الدابة . والرواية : أسلموها .
( 1 ) كذا . والبيت للأخطل . ديوانه ص 209 والمحتسب 2 : 118 والجمل للزجاجي ص 211 وأمالي ابن الشجري 1 : 367 والمغني ص 781 والهمع 1 : 165 والدرر 1 :
144 . وانظر الخزانة 4 : 57 وابن عقيل 1 : 122 . والهداج : المضطرب المشي . ونجران وهجر : موضعان .
( 2 ) في الأصل « عذرة » . وفي الحاشية : ويروى : « المسهّر » . ق : « إليك إليك . . السّرّ . .
المسهّد » . والسديل : الكثير الذهاب . والمشمر : المسرع .
( 3 ) ق : والسر .
( 4 ) النابغة الجعدي . ديوانه ص 235 ومجاز القرآن 1 : 378 وتأويل مشكل القرآن ص 153 والصاحبي ص 17 والتنبيه ص 173 وأمالي المرتضى 1 : 216 والسمط ص 368 والخزانة 1 : 184 واللسان ( زني ) . ق : ما جنيت .
( 5 ) من ق .
( 6 ) ب : والمعنى .
