الجمل في النحو – النصب من اسم بمنزلة اسمين

والنصب من اسم بمنزلة اسمين
مثل قولهم « 3 » : أتاني خمسة عشر رجلا ، « 4 » ومررت بخمسة عشر رجلا ، وضربت خمسة عشر رجلا « 5 » . صار الرفع والنصب والخفض « 6 » بمنزلة واحدة ، لأنّه اسم بمنزلة اسمين ، ضمّ أحدهما إلى الآخر ، فألزمت [ فيهما ] « 7 » الفتحة التي هي أخفّ الحركات .
وكذلك تقول في معد يكرب ، وحضر موت ، وبعلبكّ « 8 » ، [ بمنزلة اسمين ] « 9 » .
قال اللّه ، عزّ وجلّ « 10 » ، في « المدّثّر » : « 11 » ( عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ) .
ومحلّه الرفع ، لأنّه خبر الصفة . وتقول : لقيته كفّة كفّة « 12 » . وعلى هذا قال امرؤ القيس : « 1 »
لقد أنكرتني بعلبكّ ، وأهلها * ولابن جريج كان في حمص أنكرا
نصب « بعلبكّ » ، لأنّه اسم بمنزلة اسمين .
وأما قول الأعشى : « 2 »
وكسرى شهنشاه الّذي سار ملكه * له ما اشتهى راح عتيق وزنبق
فهذه الهاء « 3 » من « 4 » « شهنشاه » تتبع ما بعدها « 5 » ، من رفع ، ونصب ، وخفض . تقول : شهنشاه « 6 » ادخل ، شهنشاه « 7 » اذهب ، [ شهنشاه اضرب ] . فإذا وقفت قلت : شهنشاه « 8 » .
والنصب بخبر « ما بال » وأخواتها
قولهم « 9 » : ما بال زيد قائما ، ومالك « 10 » ساكتا ، وما شأنك واقفا ؟ قال اللّه ، جلّ ذكره « 1 » ، في « سأل سائل » : « 2 » ( فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا ، قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ) ؟ [ وفي « المدّثّر » : « 3 » ( فَما لَهُمْ ، عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ) ] ؟ نصب « مهطعين » و « معرضين » ، لأنّهما خبر « 4 » « مال » « 5 » . ومثله في « النساء » « 6 » : ( فَما لَكُمْ ، فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ ) ؟ لأنّه خبر « مال » « 7 » . قال الشاعر [ الراعي ] « 8 » :
ما بال دفّك بالفراش مذيلا ؟ * أقذى بعينك أم أردت رحيلا ؟
نصب « مذيلا » ، لأنّه خبر « 9 » « ما بال » « 10 » .
والنصب من مصدر « 11 » في موضع فعل « 12 »
قوله ، جلّ وعزّ « 13 » ، في « حم المؤمن » : ( سُنَّتَ اللَّهِ ، الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ ) « 14 » . نصب « 15 » « سنّة اللّه » ، لأنّه مصدر في موضع فعل . كأنّه قال « 1 » : سنّ اللّه سنّة « 2 » . فجعل في موضع « سنّ » :
« سنّة » وهو مصدر ، فأضافه وأسقط التنوين للإضافة . وقال كعب بن زهير : « 3 »
يسعى الوشاة بجنبيها وقيلهم : * إنّك يا بن أبي سلمى لمقتول
نصب « 4 » « قيلهم » ، لأنّه مصدر في معنى « 5 » : يقولون قيلا « 6 » .
فأضاف وأسقط التنوين .



( 1 ) معاني القرآن 2 : 321 والضرائر لابن عصفور ص 26 . وفي الأصل : طيرة .
( 2 ) ب : « نصب » . وههنا ينتهي الخرم في ق .
( 3 ) ب : نحو قولك .
( 4 ) زاد هنا في ق : ورأيت خمسة عشر رجلا .
( 5 ) سقط هذا المثال من ق .
( 6 ) ق : والجر .
( 7 ) من ق . ب : فألزما .
( 8 ) سقطت من ق .
( 9 ) من ق .
( 10 ) ق : تعالى .
( 11 ) الآية 30 .
( 12 ) لقيته كفة كفة أي : كفاحا . وذلك إذا لقيته مواجهة وكفّ كل منكما صاحبه أن يتجاوزه إلى غيره .

( 1 ) ديوان امرئ القيس ص 68 والمقتضب 4 : 23 . ب : « قال الشاعر » . وسقط « وعلى هذا قال امرؤ القيس » من ق . وفيها « نكرتني » . وفي النسختين « ولابن جريج في قرى حمص » . وبعلبك وحمص : موضعان في بلاد الشام .
( 2 ) ديوان الأعشى ص 267 والمزهر 1 : 293 واللسان والتاج ( شوه ) . ق : « قول الأخفش » .
والراح : الخمر .
( 3 ) يريد الهاء الثانية .
( 4 ) في الأصل : في من .
( 5 ) ب : « ما قبلها » . وهو مذهب آخر ذكره ابن مكتوم في تذكرته . انظر المزهر 1 : 293 .
( 6 ) في الأصل كسر الهاء الأولى وفتحها معا .
( 7 ) في الأصل كسر الهاءين . وفي ق قدم هذا المثال على الذي قبله .
( 8 ) في الأصل : شهنشاه قل .
( 9 ) ب : قولك .
( 10 ) ق : وما بالك .

( 1 ) ب : عز وجل .
( 2 ) الآية 36 .
( 3 ) الآية 49 .
( 4 ) ق : « بخبر » . ب : على خبر .
( 5 ) في الأصل : « مال » . ق : ما بال .
( 6 ) الآية 88 .
( 7 ) ق : ما لكم .
( 8 ) من ب . والبيت في ديوان الراعي ص 24 والأساس واللسان والتاج ( مذل ) . والدف :
الجنب . والمذيل : المريض الضجر .
( 9 ) ب : على خبر .
( 10 ) ق : ما بالك .
( 11 ) ق : المصدر .
( 12 ) ب : فعل .
( 13 ) ب : « عز وجل » . وسقط من ق .
( 14 ) الآية 85 . وفي الأصل : « خلت من قبل » . وهو من الآية 23 من الفتح . ق : « خلت قبل » . وسقط « في عباده » من ب .
( 15 ) سقطت من ق .