من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
الفقيه كلّ الفقيه من لم يقنّط النّاس من رحمة اللّه، و لم يؤيسهم من روح اللّه، و لم يؤمنهم من مكر اللّه (1) -. [3]
قلّ موضع من الكتاب العزيز يذكر فيه الوعيد إلاّ و يمزجه بالوعد، مثل أن يقول: «إنّه «شَدِيدُ اَلْعِقََابِ» » ثمّ يقول: « «وَ إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» » ، فالفقيه التامّ في العلم من يعلم فقه وضع الكتاب العزيز و جذب الناس إلى اللّه بوجوه من الترغيب و الترهيب و الوعد و الوعيد و البشارة و النذارة و لم يكتف مثلا على قوله تعالى: «يََا عِبََادِيَ اَلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىََ أَنْفُسِهِمْ لاََ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اَللََّهِ إِنَّ اَللََّهَ يَغْفِرُ اَلذُّنُوبَ جَمِيعاً» [4] بل على قوله تعالى: «أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اَللََّهِ فَلاََ يَأْمَنُ مَكْرَ اَللََّهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْخََاسِرُونَ» . [5]
الفقر الموت الأكبر (1) -. [1]
أمّا كونه موتا فلانقطاع الفقير عن مشتهياته و مطلوباته التي هي مادّة الحياة، و تألّمه لفقدها.
و أمّا أنّه أكبر فلتعاقب آلامه على الفقير مدّة حياته.
و أمّا ألم الموت ففي وقت واحد، و هو مبالغة في شدّته.
[3] نهج البلاغة، الحكمة 90.
[4] سورة الزمر (39) -53.
[5] سورة الأعراف (7) -99.
[1] نهج البلاغة، الحكمة 163.