شرح حكم نهج البلاغة –87

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

قيمة كلّ امرى‌ء ما يحسنه (2) -. [3]

قال الرضيّ: هذه الكلمة التي لا تصاب لها قيمة، و لا توزن بها حكمة، و لا تقرن اليها كلمة. [4]

الغرض من هذا الكلام التحريض و الترغيب في أعلى ما يكتسب من الكمالات النفسانيّة و الصناعات و نحوها، فإنّ أرفع الناس في نفوس الناس منزلة أعظمهم كمالا، و أنقصهم درجة أحسنهم فيما هو عليه من حرفة أو صناعة و نحو ذلك.

***************************************

قلّة العيال أحد اليسارين، و التّودّد نصف العقل، و الهم نصف الهرم (1) -. [1]

اليسار الثاني كثرة المال، يقول عليه السلام: إنّ قلّة العيال مع الفقر كاليسار الحقيقيّ مع كثرتهم، فإنّ العيال أرضة المال كما في أمثال الحكماء (2) -. [2]

و أمّا التودّد ، و هو جميل المعاشرة و حسن الصحبة و المسامحة و المعاملة بين الناس على الظاهر، و هو نصف العقل‌ أي العقل العمليّ، فلا يحتاج إلى بيان (3) -.

و أمّا الهمّ نصف الهرم‌ ، فلأنّ الهرم إمّا طبيعيّ و إمّا لسبب من خارج و هو الهمّ و الحزن و الخوف المستلزم له، فهو اذن قسيم للسبب الطبيعيّ للهرم و قسم من أسبابه، فصار بمنزلة النصف له، أي نصف سبب الهرم. [3]


[2] البيت للغزّيّ، انظر شرح ابن أبي الحديد 20-244.

[3] نهج البلاغة، الحكمة 81.

[4] نهج البلاغة، ص 482.

[1] نهج البلاغة، الحكمة 141 و 142 و 143.

[2] شرح ابن أبي الحديد 18-339.

[3] نهج البلاغة، الحكمة 157.