شرح حكم نهج البلاغة –88

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

قد بصّرتم إن أبصرتم، و قد هديتم إن اهتديتم، و أسمعتم إن استمعتم (4) -. قال اللّه تعالى: «وَ أَمََّا ثَمُودُ فَهَدَيْنََاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا اَلْعَمى‌ََ عَلَى»«اَلْهُدى‌ََ» * . [1]

و قال: «وَ هَدَيْنََاهُ اَلنَّجْدَيْنِ» . [2]

************************************

قد أضاء الصّبح لذي عينين (1) -. [3]

هذا الكلام جار مجرى المثل و مثله: و الشمس لا تخفى عن الأبصار. [4]

*************************************

قليل تدوم عليه أرجى (مدوم عليه خير) من كثير مملول منه (2) -. [5]

لا ريب أنّ من أراد حفظ كتاب مثلا، فحفظ منه قليلا قليلا، و دام على ذلك، فإنّ ذلك أنفع له و أرجى لفلاحه من أن يحفظ كثيرا و لا يدوم عليه لملاله إيّاه و ضجره منه، و التجربة تشهد بذلك.

و القول في غير الحفظ كالقول في الحفظ، نحو العطاء اليسير الدائم الذي هو خير من الكثير المنقطع إلى غير ذلك.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: إنّ هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، فإنّ المنبتّ لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى. [1]

و يعجبني نقل كلام السعدي-و لو كان بالفارسيّة-ها هنا: [2]

به چشم خويش ديدم در بيابان # كه آهسته سبق برد از شتابان

سمند باد پاى از تك فرو ماند # شتربان همچنان آهسته مى‌راند


[1] سورة فصّلت (41) -17.

[2] سورة البلد (90) -10.

[3] نهج البلاغة، الحكمة 169.

[4] شرح ابن أبي الحديد 18-395.

[5] انظر نهج البلاغة، الحكمتين و 278 444.

[1] شرح ابن أبي الحديد 20-94.

[2] كليّات سعدي، ص 202.