
من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
- هل تشترك الكلمات والجمل الناقصة, والجمل التامة في الدلالة التصديقيّة الأولى؟ وما الدّليل على ذلك؟
ج: نعم تشترك ؛ وذلك لأنَّ الدلالة التصوريّة ناشئة من الوضع, والدلالة التصديقيّة الأولى مستفادة من كون المتكلّم يريد (إخطار) المعنى في الذهن ، وهذان الأمران – أي (الوضع), و(الاخطار) – موجودان في كلّ ما ذكرنا من الكلمات والهيئات([1]).
- لماذا اختصت الجمل التامة بالدلالة التصديقيّة الثانية ؟
ج: لأنَّ الجملة التامّة يمكن من خلالها الإخبار عن الموضوع بالمحمول ، ولا وجود لمثل هذه الدلالة في الألفاظ المفردة ولا في الهيئات الناقصة ، فلو قلنا : ( زيد ) أو ( ضرب ) أو ( زيد العالم ) نجد أنَّ لكلّ مثال من هذه الأمثلة دلالة تصوريّة ناشئة من الوضع , ودلالة تصديقيّة أولى ناشئة من إرادة الاستعمال ، وأمّا الدلالة التصديقيّة الثانية ( الإرادة الجدّية ) فلا وجود لها في هذه الأمثلة لعدم وجود الإخبار فيها بالأساس ، أي لا وجود للمحمول الذي يخبر به عن الموضوع لكي نتساءل بعد ذلك عن إرادته الجدّية أو عدمها ، فهي سالبة بانتفاء الموضوع ([2]).