الدكتورة بشرى حنون محسن
لطالما سمعت وقرأت هذه العبارة ولم تستوقفني طويلا, كونوا أحرارا, أو لسنا احرارا؟
نحن احرار ولكن , هذا أمر صدر عن المعصوم , وفيه تنبيه ودعوة ان لا نكون عبيدا ,اذن علينا ان نقف طويلاً امام هذا الامر, ما معنى ذلك هل نحن عبيد؟
فعلا نحن لسنا احرارا , نحن عبيد ,عبيد الدنيا والدينار والمنصب , نحن عبيد الهوى وحب الذات ،عبيد هذا وذاك ولسنا احراراً كما كنت اظن.
اين تكمن حريتنا؟
تكمن في التحرر من التعلق بكل ما له صلة بالدنيا ,حينها فقط نكون أحرارا ,الحرية ان يكون لك موقف لتقول للظالم لا ,وللانحراف لا , وللهوى لا, ولكل ما يستعبدك لا. ان تتحرر من كل ما يستعبدك فتكون ضعيفا امامه. وها هو الامام الحسين (عليه السلام) يضرب لنا امثلة عن الحرية فقد تحرر من كل شيء من الجاه والمنصب وحب المال والبنين , ضحى بكل شيء قد يجعل منه عبداً ليكون حراً في دنياه, واخراه.
لم يخف في الله لومة لائم خرج بعياله مودعاً الحياة الى حيث لا رجعة بلا خوف بقلب ثابت ونفس أبية ارتفع صوته عالياً معلناً الحرية حرية الموقف (لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي),هذه الصرخة هي اعلان الحرية .فلنكن احرارا كما امرنا الامام الحسين (عليه السلام).