بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي
وجوب تقويم الاعمال بقراءة القرآن الكريم
التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام): قَالَ (عليه السّلام): وَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام) فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بِلَالًا كَانَ يُنَاظِرُ الْيَوْمَ فُلَاناً، فَجَعَلَ [بِلَالٌ] يَلْحَنُ فِي كَلَامِهِ، وَ فُلَانٌ يُعْرِبُ، وَ يَضْحَكُ مِنْ بِلَالٍ.
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام): يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّمَا يُرَادُ إِعْرَابُ الْكَلَامِ وَ تَقْوِيمُهُ لِتَقْوِيمِ الْأَعْمَالِ وَ تَهْذِيبِهَا، مَا ذَا يَنْفَعُ فُلَاناً إِعْرَابُهُ وَ تَقْوِيمُهُ لِكَلَامِهِ إِذَا كَانَتْ أَفْعَالُهُ مَلْحُونَةً أَقْبَحَ لَحْنٍ, وَ مَا يَضُرُّ بِلَالًا لَحْنُهُ فِي كَلَامِهِ إِذَا كَانَتْ أَفْعَالُهُ مُقَوَّمَةً أَحْسَنَ تَقْوِيمٍ، مُهَذَّبَةً أَحْسَنَ تَهْذِيبٍ.
قَالَ الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: حَسْبُ (بِلَالٍ) مِنَ التَّقْوِيمِ لِأَفْعَالِهِ وَ التَّهْذِيبِ لَهَا أَنَّهُ لَا يَرَى أَحَداً نَظِيراً لِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) , ثُمَّ لَا يَرَى أَحَداً بَعْدَهُ نَظِيراً لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(عليه السّلام)، وَ أَنَّهُ يَرَى أَنَّ كُلَّ مَنْ عَانَدَ عَلِيّاً, فَقَدْ عَانَدَ اللهَ وَ رَسُولَهُ، وَ مَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَ رَسُولَهُ.
وَ حَسْبُ فُلَانٍ مِنَ الِاعْوِجَاجِ وَ اللَّحْنِ فِي أَفْعَالِهِ. الَّتِي لَا يَنْتَفِعُ مَعَهَا بِإِعْرَابِهِ لِكَلَامِهِ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَ تَقْوِيمِهِ لِلِسَانِهِ, أَنْ يُقَدِّمَ الْأَعْجَازَ عَلَى الصُّدُورِ، وَ الْأَسْتَاهَ عَلَى الْوُجُوهِ, وَ أَنْ يُفَضِّلَ الْخَلَّ فِي الْحَلَاوَةِ عَلَى الْعَسَلِ، وَ الْحَنْظَلَ فِي الطِّيبِ، وَ الْعُذُوبَةِ عَلَى اللَّبَنِ يُقَدِّمُ عَلَى وَلِيِّ اللهِ عَدُوَّ اللهِ, الَّذِي لَا يُنَاسِبُهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْخِصَالِ [وَ] فَضْلِهِ[1].
مجموعة ورام: وَ عَنْهُ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : أَنَّهُ سُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ صَوْتاً بِالْقُرْآنِ؟ قَالَ: مَنْ إِذَا سَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّه[2].
[1] التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام ؛ ص90.
[2] مجموعة ورام ؛ ج1 ؛ ص3.