من كتاب : قُل ولا تقل لـ د. مصطفى جواد
قل : الجُمهور والجُمهورية.
ولا تقل : الجَمهور والجَمهورية.
وذلك لأن المسموع من العرب والمأثور في كتب لغتهم هو “الجمهور” بضم الجيم ولأن الاسم إذا كان على هذه الصيغة وجب أن تكون الفاء أي الحرف الأول مضمومة لأن وزئه الصرفي عند الصرفيين هو فعول كعُصفور وشُعرور أى شويعر، وإذا صغنا اسما من الجمهور صناعيا، وهو الذي يسميه الصرفيون “المصدر الصناعي” وهو تساهل منهم وذلك بإضافة ياء مشددة وتاء تأنيث إليه فهو الجمهورية كالإنسانية والبشرية والعائدية والفاعلية.
وإذا كان الحرف الثاني من الاسم أو الصفة مضعقاً أي مكرراً فإن الحرف الأول نفسه يكون مفتوحا لا مضموما مثل عبود وخروب ودبوس وقيّوم، وشذَ من ذلك سبوح وقُدوس فإن ضم أولهما شاذ، قال الجوهري في معجم الصحاح: “وسبوح من صفات الله تعالى قال ثعلب: كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول إلاّ السبوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر وكذلك الذُروح وقال سيبويه: ليس في الكلام فعول بالضم”.
وقال الجوهري أيضا: “الذُراح بوزن التُفاح والذُّروح بوزن السُبوح: دويبة حمراء منقطة بسواد وهي من السموم والجمع الزراريج وقال سيبويه: واحد الزراريح ذرحرح وليس عند سيبويه في الكلام فعول. وكان يقول سبوح وقدوس بفتح أوائلها قال الراجز:
قلت له ورياً إذا تنحح
ياليته يُسقى على الذرحرح
وفصّل الجوهري الكلام في مادة القدس من الصحاح، قال:
“وقُدوس اسم من أسماء الله تعالى وهو فُعول من القدس وهو الطهارة، وكان سيبويه يقول قدّوس وسبّوح بفتح أوائلها .. قال ثعلب: كل اسم على فقول فهو مفتوح الأول مثل سفود وكلّوب وسمّور وشبوط وتنور، إلا السُبوح والقُدوس فإن الضم فيهما أكثر وقد يفتحان، وكذلك الذُروح وقد يفتح”. انتهى.
وإذا نقل فّعول إلى وزن فُعلول فإنه ييكون مضموم الأول كالخُرنوب ثمر الشوك، فإن نقل صار “الخرنوب”.
قال الجوهري: “والخرّوب بوزن التنور نبت معروف والخرنوب بوزن العُصفور لغةً، ولا تقل الخرنوب بالفتح” انتهى قوله.
ومن هذا القول يفهم أن الفتح هو من اللغة العامية العراقية القديمة الباقية حتى هذا العصر فإن العامة تقول: العصفور أي العُصفور، أما زيدون وخلدون وحمدون وأمثالهم فهي مفتوحة الأوائل سماعا، لأن الوزن مقتبس وليس أصيلا.