شرح حكم نهج البلاغة –  47

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

الحذر الحذر!فو اللّه لقد ستر، حتّى كأنّه قد غفر (1) -. [1] حذّر من سخط اللّه بسبب معصيته لطول إمهاله و ستره إلى الغاية المذكورة، فيجب أن يحذر غضبه، و يجتنب معصيته، و يرجع إلى طاعته الّتي هي الغاية من عنايته بستره.

حسد الصّديق من سقم المودّة (2) -. [2]

إذا حسدك صديقك على نعمة أعطيتها لم تكن صداقته صحيحة، فإنّ الصديق حقّا من يجري مجرى نفسك، و الإنسان لم يحسد نفسه.

الحجر الغصب‌ [3] في الدّار رهن على خرابها. [4]

قال الرضيّ (ره) : و قد روي ما يناسب هذا الكلام عن النبيّ -صلّى اللّه عليه و آله-و لا عجب أن يشتبه الكلامان، فإنّ مستقاهما من قليب، و مفرغهما من ذنوب. الذنوب‌ -بالفتح-: الدلو الملأى، و لا يقال لها و هي فارغة (1) -.

و معنى الكلمة أنّ الدار المبنيّة بالحجارة المغصوبة و لو بحجر واحد، لا بدّ أن يتعجّل خرابها، و كأنّما ذلك الحجر رهن على حصول التخرّب، أي كما أنّ الرهن لا بدّ أن يفتكّ، كذلك لا بدّ لما جعل ذلك الحجر رهنا عليه أن يحصل.

و قال ابن بسّام لأبي عليّ بن مقلة لمّا بنى داره بالزاهر ببغداد من الغصب و ظلم الرعيّة:

قل لابن مقلة مهلا لا تكن عجلا # فإنّما أنت في أضغاث أحلام

تبني بأنقاض دور الناس مجتهدا # دارا ستنقض أيضا بعد أيّام‌

و كان ما تفرّسه ابن بسّام فيه حقّا، فإنّ داره نقضت حتّى سوّيت ـبالأرض في أيّام الراضي باللّه. [1]

(3) –


[1] نهج البلاغة، الحكمة 30.

[2] نهج البلاغة، الحكمة 218.

[3] في النهج: الغصيب.

[4] نهج البلاغة، الحكمة 240.

[1] شرح ابن أبي الحديد 19-79-73.