شرح حكم نهج البلاغة –  50

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

**خالطوا النّاس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم، و إن عشتم حنّوا إليكم (1) -. [1]

حنّوا -بالحاء المهملة-من الحنين، و هو الشوق و توقان النفس، من حنّ إليه يحنّ-بالكسر-حنينا. [2]

و قال ابن أبي الحديد: و قد روي «خنّوا» بالخاء المعجمة، من الخنين، و هو صوت يخرج من الأنف عند البكاء. و إلى تتعلّق بمحذوف، أي حنّوا شوقا إليكم. [3] و فيه كما ترى.

و بالجملة، هذا الكلام في الأمر بإحسان العشرة مع الناس، و قد ورد في هذا الباب كثير واسع.

قال محمّد بن الحنفيّة: قد يدفع باحتمال المكروه ما هو أعظم منه. [1]

و روي: حسن السؤال نصف العلم، و مداراة الناس نصف العقل، و القصد في المعيشة نصف المئونة. [2]

و في معنى كلامه عليه السلام قول السعديّ بالفارسيّة: [3]

چنان زى كه ذكرت به تحسين كنند # چو مردى نه بر گور نفرين كنند (1) –


[1] نهج البلاغة، الحكمة 10.

[2] الصحاح 5-2104-حنن.


[1] شرح ابن أبي الحديد 18-108.

[2] شرح ابن أبي الحديد 18-108.

[3] كليّات سعدي، ص 260.[3] شرح ابن أبي الحديد 18-107.