شرح حكم نهج البلاغة –  56

من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي

الرّاضي بفعل قوم كالدّاخل فيه معهم، و على كلّ داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، و إثم الرّضا به (1) -. [2] وجه التشبيه اشتراكهم في الرضا به المستلزم للعمل إليه، و نفّر عن الدخول في الباطل بما يلزمه من الإثمين: أحدهما من حيث إنّه أراد القبيح، و الآخر من حيث إنّه فعله.

الرّحيل وشيك (2) -. [3]

الوشيك‌ : السريع، و المراد من الرحيل‌ هاهنا الرحيل عن الدّنيا و هو الموت.

و من كلامه عليه السلام: كان كثيرا ما ينادي به أصحابه:

تجهّزوا رحمكم اللّه!فقد نودي فيكم بالرّحيل، و أقلّوا العرجة [4]

على الدنيا، و انقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزّاد. [5]

رسولك ترجمان عقلك، و كتابك أبلغ ما ينطق عنك . [6]

(3) –

قالوا في المثل: الرسول على قدر المرسل. [1]

و قال الشاعر: [2]

تخيّر إذا ما كنت في الأمر مرسلا # فمبلغ آراء الرجال رسولها

و روّ و فكّر في الكتاب فإنّما # بأطراف أقلام الرجال عقولها (1) –

و أمّا أنّ الكتاب أبلغ من ينطق عنه فلضبط مراده فيه دون لسان الرسول، لأنّه ربّما لم يؤدّ الرسالة على وجهها سهوا أو لغرض، فيقع الخلل بسبب ذلك، و ربّما قد يكون فيه هلاك المرسل.


[2] نهج البلاغة، الحكمة 154.

[3] نهج البلاغة، الحكمة 187.

[4] قال في مجمع البحرين 2-318-مادّة عرج: و أقلّوا العرجة-بالضمّ، أي الإقامة.

[5] نهج البلاغة، الخطبة 204، ص 321.

[6] نهج البلاغة، الحكمة 301.

[1] شرح ابن أبي الحديد 19-207.

[2] نفس المصدر السابق.