دروس في علم الاصول الحلقة الثانية في سؤال وجواب-110

دروس في علم الاصول الحلقة الثانية في سؤال وجواب

من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب

بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية

الوضع وعلاقته بالدلالات المتقدمة

  • ما مصدر العلاقة بين اللفظ والمعنى؟

ج: الدلالة التصوريّة أي علاقة اللفظ بالمعنى هي في حقيقتها علاقة سببية بين تصور اللفظ وتصور المعنى ، فكأن اللفظ سبب لإحضار المعنى في الذهن , وإنَّ هذه السببية بين شيئين لا تحصل من دون مبرر ، فاتجه العلماء إلى تبريرها ، ومن هنا نشأت احتمالات عدة.

  • ما التبريرات التي ذكرها العلماء حول نشوء العلاقة السببية ؟

ج: هناك تبريرات عدة:

الأول : نظريّة السببية الذاتيّة .

الثاني : نظريّة الوضع والاعتبار.

الثالث: نظريّة التعهد.

الرابع: نظريّة القرن الأكيد.

  • ما  النظريّة السببية الذاتيّة ؟

ج: يذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنَّ العلاقة بين اللفظ والمعنى ذاتية أي إنَّ اللفظ بذاته يكون دالاً على المعنى وسبباً لإحضار صورته , وأبرز من قال به هو عباد بن سليمان الصيمري المعتزلي (250هـ) ([1]) .

وهذا الرأي لم يرتضه السيد الصدر+ بقوله: (ولا شك في سقوط هذا الاحتمال لما هو معروف بالخبرة والملاحظة من عدم وجود أية دلالة للفظ لدى الإنسان قبل الاكتساب والتعلم) .

  • ما موقف السيد الصدر + من الاتجاه الأول (العلاقة الذاتيّة) , وما الإشكالية التي أثارها + حوله؟

ج: رفض السيد + هذا الاتجاه , وعلل رفضه بأنَّ هذا الاتجاه يعجز عن تفسير الموقف تفسيراً شاملاً ؛ لأنَّ دلالة اللفظ على المعنى وعلاقته به إذا كانت ذاتيّة وغير نابعة من أي سبب خارجي , وكان اللفظ بطبيعته ينقل الذهن البشري إلى تصور معناه , فلماذا يعجز غير العربي عن الانتقال إلى تصور معنى كلمة ( الماء ) عند تصوره للكلمة ؟ ولماذا يحتاج إلى تعلم اللغة العربية حتى ينتقل ذهنه إلى المعنى عند سماع الكلمة العربية وتصورها؟ إنَّ هذا دليل على أنَّ العلاقة التي تقوم في ذهننا بين تصور اللفظ وتصور المعنى ليست نابعة من طبيعة اللفظ , بل من سبب آخر يتطلب الحصول عليه إلى تعلم اللغة، فالدلالة إذاً ليست ذاتية.


 ([1])هو عباد بن سليمان الصيمري البصري المعتزلي ، من الطبقة السابعة عند المعتزلة، خالف المعتزلة في أشياء اخترعها لنفسه، وكان حاذقا في الكلام، من مصنفاته: إثبات الجزء الذي لا يتجزأ، وإنكار أن يخلق الناس أفعالهم, وتثبيت دلالة الأعراض, ولم تذكر المراجع سنة وفاته، وإن كان معظم تلك الطبقة في الربع الأول من القرن الثالث، وفي سير أعلام النبلاء: عباد بن سلمان – بدون الياء-. تُنظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء ج١٠ص ٥٥١ – ٥٥٢, وطبقات المعتزلة (ص: ٧٧) , فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة (ص: ٢٥٥).