من كتاب شرح حكم نهج البلاغة للمؤلف الشيخ عباس القمي
ربّ مفتون بحسن القول فيه (1) -. [1]
طالما فتن الناس بثناء الناس، فقصّروا في تكميل الفضائل، كما رأينا كثيرا من طلبة العلم قصّر في اكتساب العلم اتّكالا على ثناء الناس عليه، و هكذا العابد في عبادته، فينبغي أن لا يغترّ الإنسان بثناء الناس، و لا أعجب بنفسه فيهلك، و لهذا ورد:
احثوا في وجوه المدّاحين التراب. [2]
الزّهد كلّه بين كلمتين من القرآن: قال اللّه سبحانه: «لِكَيْلاََ تَأْسَوْا عَلىََ مََا فََاتَكُمْ وَ لاََ تَفْرَحُوا بِمََا آتََاكُمْ» [1] ، و من لم يأس على الماضي، و لم يفرح بالآتي فقد أخذ الزّهد بطرفيه (1) -. [2]
و يناسب هنا نقل كلام له عليه السلام كتبه إلى ابن عبّاس. [3]
[1] نهج البلاغة، الحكمة 462.
[2] بحار الأنوار 73-294 نقلا عن أمالي الصدوق.
[1] سورة الحديد (57) -23.
[2] نهج البلاغة، الحكمة 439.
[3] لعلّ مراد المؤلّف (ره) هذا الكتاب: أمّا بعد، فإنّ المرء قد يسرّه درك ما لم يكن ليفوته، و يسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، و ليكن أسفك على ما فاتك منها، و ما نلت من دنياك فلا تكثر به فرحا، و ما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا، و ليكن همّك فيما بعد الموت.
كان ابن عبّاس يقول: ما انتفعت بكلام بعد كلام رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-كانتفاعي بهذا الكلام.
[نهج البلاغة، الكتاب 22، ص 378]