رسالة الحقوق للإمام زين العابدين ( ع )حقوق الأئمة

رسالة الحقوق للإمام زين العابدين ( ع )

رسالة الحقوق للإمام زين العابدين ( ع )، الإمام زين العابدين ( ع )، ص ٢٢

https://ablibrary.net/#/reading/booklist/10383/22

4 – حقوق الأئمة

أ – حق السلطان « 1 »

قوله عليه السّلام:
فأما حق سائسك بالسلطان : فأن تعلم أنك جعلت له فتنة وأنه مبتلى فيك بما جعل له عليك من السلطان « 2 » ، وأن تخلص له في النصيحة ، وأن لا تماحكه وقد بسطت يده عليك فتكون سبب هلاك نفسك وهلاكه . وتذلل وتلطف لا عطائه من الرضا ما يكفّه عنك ولا يضر بدينك ، وتستعين عليه في ذلك باللّه ، ولا تعازه « 3 » ولا تعانده فإنك إن فعلت ذلك عققته وعققت نفسك فعرضتها لمكروهه وعرضته للهلكة فيك وكنت خليقا أن ن معينا له على نفسك وشريكا له فيما أتى إليك .
ولا قوة إلّا باللّه .

( 1 ) . يقصد بالسلطان حكام السوء في كل زمان .
( 2 ) . وفي رواية : وأن عليك أن لا تتعرض لسخطه فتلقي بيديك إلى التهلكة وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء .
( 3 ) . أي لا تعارضه في العزة .


ب – حق المعلم

قوله عليه السّلام:
فأما حق سائسك بالعلم : فالتعظيم له والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع إليه والاقبال عليه ، والمعونة له على نفسك فيما لا غنى بك عنه من العلم ، بأن تفرغ له عقلك وتحضره فهمك وتذكي له قلبك وتجلي له بصرك ، بترك اللذات ونقص الشهوات ، وان تعلم أنك فيما ألقى إليك رسوله إلى من لقيك من أهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم ، ولا تخنه في تأدية رسالته والقيام بها عنه إذا تقلدتها .
ولا قوة إلّا باللّه « 1 » .

( 1 ) . وفي رواية أخرى : وحق سائسك بالعلم التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع اليه والاقبال عليه ، وأن لا ترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحدا يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب ، ولا تحدث في مجلسه أحدا.


ج – حق المالك

قوله عليه السّلام:
وأما حق سائسك بالملك : فنحو من سائسك بالسلطان إلّا إن هذا يملك ما لا يملكه ذاك ، تلزمك طاعته فيما دق وجل منك إلّا أن يخرجك من وجوب حق اللّه .
ويحول بينك وبين حقه وحقوق الخلق ، فإذا قضيته رجعت إلى حقه فتشاغلت به .
ولا قوة إلّا باللّه « 1 » .
ولا تغتاب عنده أحدا ، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء ، وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه . ولا تجالس له عدوا ولا تعادي له وليا . فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة اللّه بأنك قصدته وتعلمت علمه للّه جل اسمه لا للناس .
( 1 ) . وفي رواية أخرى : فاما حق سائسك بالملك فان تطيعه ولا تعصيه إلّا فيما يسخط اللّه عز وجل ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .