
من كتاب دروس في علم الاصول – الحلقة الثانية في سؤال وجواب
بقلم الدكتور ضرغام كريم الموسوي – جامعة كربلاء كلية العلوم الاسلامية
استعمال اللفظ وإرادة الخاص
- ما المراد من استعمال اللفظ وما صوره؟
ج: هو التعبير عن المعاني بألفاظ . وهذا يكون على صور أربع:
الأولى : الاستعمال الحقيقي : وهو استعمال اللفظ لما وُضع له وليس له إلّا حصّة وحالة واحدة ، مثل استعمال لفظ ( الأسد ) في الحيوان المفترس .
الثانية : الاستعمال المجازي : هو استعمال اللفظ وأريد به معنى مباين لما وضع له , فهو مجاز بلا شك .
الثالثة : هو استعمال اللفظ الدال على معنى عام في العام , وهذا استعمال حقيقي.
الرابعة : هو استعمال اللفظ في معنى عام له حصص وحالات كثيرة .
- ما المقصود باستعمال اللفظ وإرادة الخاص؟
ج: هو أنْ يكونَ المعنى الموضوع له اللفظ ذا حصص وحالات كثيرة وأريد به بعض تلك الحصص ، كما إذا أتيت بلفظ الماء وأردت ماء الفرات .
- هل استعمال اللفظ العام وإرادة الخاص حقيقة أو مجاز؟
ج: هنا حالتان :
الأولى : إنَّ استعمال اللفظ العام في فرد من أفراده من دون أنْ نلحقه بلفظ ليدل على الفرد يكون مجازاً , كما في لفظة (الماء) بمفردها في ماء الفرات فيكون هذا مجازاً ؛ لأنَّ اللفظ لم يوضع للخاص بما هو خاص , أي إنَّ لفظ (الماء) لم يوضع لخصوص ماء الفرات, وإنَّما وضع لمطلق الماء الأعم من دجلة والفرات والنيل.
الثانية : إنَّ استعمال اللفظ العام مع ذكر قيد أو قرينة يكون استعمالاً حقيقياً , فإنَّ لفظة (الماء) معناها مشترك بين ماء الفرات وغيره , ونأتي بلفظ آخر يدل على خصوصية الفرات , بأن اقول: ائتني بماء الفرات ، فالحصة الخاصة قد أفيدت بمجموع كلمتي (ماء والفرات) لا بكلمة (ماء) فقط ، وكل من الكلمتين قد استعملت في معناها الموضوعة له فلا تجوّز ، ونطلق على إرادة الخاص بهذا النحو طريقة تعدد الدال والمدلول.