م. انتظار جواد كاظم / كلية العلوم الاسلامية – قسم الدراسات القرانية
هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف (ع) سيد الشهداء والمكنى بأبي عبد الله ، ثالث الائمة، وهو ثاني أبناء الإمام علي وفاطمة الزهراء(عليهما السلام) كما أنه السبط الثاني للرسول محمد (صلى الله عليه وآله)، سماه النبي (صلى الله عليه وآله) حسيناً بعد ولادته، وُلد الامام الحسين (ع) في شهر شعبان سنة (4 هـ) وأُتِيَ به إلى النبي محمد،( صلى الله عليه وآله) وأذن في أذنيه جميعًا بالصلاة، وعقّ عنه بكبش كما فعل مع أخيه الحسن(ع) ، لُقّب بالسبط ، وسيد شباب أهل الجنة، وريحانة رسول الله، والشهيد، وسيد الشهداء، وأيضا بألقاب أخرى مثل: الزكيّ، والطّيب، والوفي، والسّيد، والمُبارك .
تولّى أمر الإمامة بعد استشهاد أخيه الإمام الحسن (ع) لأحد عشر عاماً حتى استشهاده في واقعة الطف يوم العاشر من محرم سنة( 61 هـ)، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يحب الحسن والحسين (ع) حباً شديداً، ويدعو الآخرين لحبهما أيضاً، ويُعدّ سيدنا الحسين (ع) أحد أصحاب الكساء الذين نزلت في حقهم آية التطهير وآية المباهلة، وقد وردت روايات كثيرة عن جدّه الرسول (صلى الله عليه وآله) في فضله (ع)، منها: قوله(صلى الله عليه وآله):(الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، وإنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) ، وقد كان يأخذه معه إلى المسجد في أوقات الصلاة، فيصلي بالناس، و يركب على ظهره وهو ساجد، ويحمله على كتفيه، ويُقبّله ويداعبه ويضعه في حجره ويَرْقِيه، وكان الحسين (ع) أيضا في ضمن الأفراد الخمسة الذين أحضرهم النبي (صلى الله عليه وآله) لـمباهلة نصارى نجران وكان عمره سبع سنين عندما توفي النبي (صلى الله عليه وآله) ولهذا تم تصنيفه ـــــ ضمن الادبيات الرجالية عند الجمهور ـــــ في الطبقة الأخيرة من الصحابة الذين عاصروا النبي (صلى الله عليه وآله)، وتُوفي جده النبي محمد سنة (11هـ) وكذلك توفيت أمه فاطمة في نفس السنة، ولسيدنا الحسين بن علي (ع) مكانة كبيرة عند عموم المسلمين بمختلف طوائفهم، وذلك لأنه حفيد النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وابن ابنته فاطمة(ع) ، وحِبُه وريحانته، وسيد شباب أهل الجنة، وخصَّه النبي بقوله أنه منه، وغيرها من الأوصاف التي تصفه بها الأحاديث النبوية، ولا تختلف طوائف المسلمين حول هذه المميزات، ومن هذه الأحاديث:
وصفه أنه من النبي والنبي منه، فعن يعلى بن مرة قال: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ», وقال النبي محمد (صلى الله عليه وآله): (والذي بعثني بالحق نبياً ان الحسين بن علي في السماوات اعظم مما هو في الارض، واسمه مكتوب عن يمين العرش: ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة), وعن أبي هريرة قال:(سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي).
وعن عبد الله بن مسعود قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُصَلِّي، فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَإِذَا أَرَادُوا أَنْ يَمْنَعُوهُمَا أَشَارَ إِلَيْهِمْ: أَنْ دَعُوهُمَا فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ وَضَعَهُمَا فِي حِجْرِهِ. فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ», ووصفه بسيد شباب أهل الجنة، فعن عبد الله بن عمر قال: «قال رسول الله الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما).
ان سيدنا الحسين (ع) كان يجلس مع المساكين والفقراء، ويلبّي دعواتهم لأكل الطعام، ويدعوهم إلى بيته، ويناصفهم ما لديه من طعام وشراب. وفي يوم ما طلب فقير منه أن يساعده، وكان الإمام (ع) يصلي، فأنهى صلاته مختصرا فيها، وبذل كلما عنده للفقير, وكان من عاداته (ع) أنه يعتق العبيد والجواري لحسن خُلقهم، فرُوي أنّ معاوية أهدى إلى الحسين (ع) جارية، وأرسل معها أموال وكسوات وغير ذلك، فأعتقها الحسين (ع) مقابل قراءتها بعض الآيات القرآنية وإنشادها شعراً في زوال الدنيا وفناءها، وأعطاها ما أُرسل معها من أموال، وزادها ألف دينار ، و ان الحسين (ع) كريماً وقد اشتهر بالجود والعطاء، لكنّه كان يراعي حرمة أخيه في العطاء، فيعطي أقل من أخيه إلى المحتاجين، وقد تناولت العديد من المصادر والمراجع والابحاث سيرة الامام الحسين (ع) ، وان الحديث عن سيدي ومولاي ابي عبد الله الحسين (ع) لا تستوعبه مجلدات او كتب لأنه مدرسة متجددة على طول الدهر تعطينا الدروس التربوية والاخلاقية والدينية والعبر والمواعظ بجميع نواحي الحياة .