الدكتور محمد حسين عبود – كلية العلوم الاسلامية – جامعة كربلاء
أبو ذر جُنْدَب بن جنادة الغفاري (المتوفى سنة 31 هـ أو 32 هـ) صحابي من السابقين إلى الإسلام. قيل إنَّه رابع أو خامس من دخل في الإسلام، وأحد الذين جهروا بالإسلام في مكة قبل الهجرة النبوية , وقد كان أبو ذر الغفاري موحدًا، ولا يعبد الأصنام.
وحين بلغته الأخبار بأن هناك من يدعو للتوحيد في مكة، سارع إلى الإسلام، فكان من السابقين إلى الإسلام. هاجر إلى المدينة المنورة بعد غزوتي بدر وأحد، ولزم النبي، وشارك في غزواته , وأقام في الشاموكان مجاهرا بالحق ,لا يخاف في الله لومة لائم , فيمشي في الأسواق وينادي (َوالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
معرضا بمعاوية بن أبي سفيان وما انطوى عليه ملكه من استئثار بني أمية ببيت المال ، فكتب معاوية يشكوه إلى عثمان بن عفان بأنه أفسد عليه الشام، فطلبه عثمان؛ ونبذه الى الربذة ، وتوفي فيها سنة 31 هـ أو 32 هـ، وصلى عليه عبد الله بن مسعود، وألحده بنفسه
وقد ورد في حقه طائفة واسعو من الفضائل التي أقرتها الأحاديث الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله),و كقوله: (أبو ذر في أمتي شبيه عيسى بن مريم في زهده) , وسئل علي (ع) عن أبي ذر، فقال: (ذلك رجل وعى علماً عجز عنه الناس، ثم أوكأ عليه، ولم يخرج شيئاً منه) وفي رواية عنه(ع) قال: (قال النبي(صلى الله عليه وآله): الجنة تشتاق إليك وإلى عمار (وإلى) سلمان وأبي ذر والمقداد)