من كتاب حرمة القرآن – 1

بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي جامعة كربلاء – كلية العلوم الاسلامية

في ماهية القرآن الكريم وحقيقته وخصائصه

الأصول الستة عشر: حُسَيْنٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام)، قَالَ: مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ‏ قُرْآن‏[1].

المحاسن: عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ, عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ, عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ, عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَوَّاضٍ الطَّائِيِّ, قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) يَقُولُ‏: لِلْقُرْآنِ حُدُودٌ كَحُدُودِ الدَّار[2].

المحاسن : عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ , عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ, قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) يَقُولُ:‏ كَانَ عَلِيٌّ (عليه السّلام) يَعْلَمُ الْخَبَرَ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ, وَ يَعْلَمُ‏ الْقُرْآنَ‏ وَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ مِنْهُمَا حَدّاً[حدٌ][3].

المحاسن:  عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ عَنْ خُثَيْمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُعْفِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو لَبِيدٍ الْبَحْرَانِيُّ المراء الهجرين قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السّلام) بِمَكَّةَ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَأَجَابَهُ فِيهَا, ثُمَّ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ إِلَّا مَعْرُوفٌ؟

 قَالَ: لَيْسَ هَكَذَا قُلْتُ, وَ لَكِنْ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ إِلَّا عَلَيْهِ دَلِيلٌ نَاطِقٌ عَنِ اللهِ فِي كِتَابِهِ مِمَّا لَا يَعْلَمُهُ النَّاسُ.

قَالَ: فَأَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كِتَابِ اللهِ إِلَّا وَ النَّاسُ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ؟

قَالَ (عليه السّلام): نَعَمْ وَ لَا حَرْفٌ وَاحِدٌ, فَقَالَ لَهُ فَمَا {المص}‏؟

 قَالَ أَبُو لَبِيدٍ: فَأَجَابَهُ بِجَوَابٍ نَسِيتُهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ فَقَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السّلام): هَذَا تَفْسِيرُهَا فِي ظَهْرِ الْقُرْآنِ أَ فَلَا أُخْبِرُكَ بِتَفْسِيرِهَا فِي بَطْنِ الْقُرْآنِ؟ قُلْتُ : وَ لِلْقُرْآنِ بَطْنٌ وَ ظَهْرٌ, فَقَالَ (عليه السّلام): نَعَمْ إِنَّ لِكِتَابِ اللهِ ظَاهِراً , وَ بَاطِناً , وَ مُعَايَناً , وَ نَاسِخاً , وَ مَنْسُوخاً , وَ مُحْكَماً , وَ مُتَشَابِهاً , وَ سُنَناً , وَ أَمْثَالًا , وَ فَصْلًا , وَ , وَصْلًا , وَ أَحْرُفاً , وَ تَصْرِيفاً فَمَنْ‏ زَعَمَ‏ أَنَ‏ كِتَابَ‏ اللهِ‏ مُبْهَمٌ‏ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَكَ ثُمَّ قَالَ: أَمْسِكْ الْأَلْفُ وَاحِدٌ , وَ اللَّامُ ثَلَاثُونَ , وَ الْمِيمُ أَرْبَعُونَ , وَ الصَّادُ تِسْعُونَ فَقُلْتُ فَهَذِهِ مِائَةٌ وَ إِحْدَى وَ سِتُّونَ فَقَالَ يَا لَبِيدُ إِذَا دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَ سِتِّينَ وَ مِائَةٍ سَلَبَ اللهُ قَوْماً سُلْطَانَهُمْ[4].

المحاسن : عَنْهُ, قَالَ: حَدَّثَنِي مُرْسَلًا قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السّلام):‏ إِنَّ الْقُرْآنَ شَاهِدُ الْحَقِّ, وَ مُحَمَّدٌ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  لِذَلِكَ مُسْتَقَرٌّ, فَمَنِ اتَّخَذَ سَبَباً إِلَى سَبَبِ اللهِ لَمْ يُقْطَعْ بِهِ الْأَسْبَابُ, وَ مَنِ اتَّخَذَ غَيْرَ ذَلِكَ سَبَباً مَعَ كُلِّ كَذَّابٍ فَاتَّقُوا اللهَ؛ فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَوْضَحَ لَكُمْ أَعْلَامَ دِينِكُمْ, وَ مَنَارَ هُدَاكُمْ, فَلَا تَأْخُذُوا أَمْرَكُمْ بِالْوَهْنِ, وَ لَا أَدْيَانَكُمْ هُزُؤاً فَتَدْحَضَ أَعْمَالُكُمْ, وَ تُخْبِطُوا سَبِيلَكُمْ وَ لَا تَكُونُوا أَطَعْتُمُ اللهَ رَبَّكُمْ اثْبُتُوا عَلَى الْقُرْآنِ الثَّابِتِ وَ كُونُوا فِي حِزْبِ اللهِ تَهْتَدُوا وَ لَا تَكُونُوا فِي حِزْبِ الشَّيْطَانِ, فَتَضِلُّوا يَهْلِكُ مَنْ هَلَكَ وَ يَحْيَا مَنْ حَيَّ وَ عَلَى اللهِ‏ الْبَيَانُ بَيَّنَ لَكُمْ فَاهْتَدُوا وَ بِقَوْلِ الْعُلَمَاءِ فَانْتَفِعُوا وَ السَّبِيلُ فِي ذَلِكَ إِلَى اللهِ فَمَنْ يَهْدِهِ‏ {اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي‏} وَ مَنْ يُضْلِلِ اللهُ‏ {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً}[5].


[1] الأصول الستة عشر (ط – دار الحديث) ؛ ص324.

[2] المحاسن، ج‏1، ص: 273ح375.

[3] المحاسن ؛ ج‏1 ؛ ص273ح374.

[4] المحاسن، ج‏1، ص: 270ح 360.

[5] المحاسن ؛ ج‏1 ؛ ص268ح357.