من كتاب حرمة القرآن – 2

حرمة القرآن - 2

بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي جامعة كربلاء – كلية العلوم الاسلامية

في ماهية القرآن الكريم وحقيقته وخصائصه

بصائر الدرجات : رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ, عَنْ أَخِيهِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ (عليه السّلام) قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِي عَنِ النَّبِيِّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  وَرِثَ مِنَ النَّبِيِّينَ ( كُلِّهِمْ؟

 قَالَ (عليه السّلام): لِي نَعَمْ.

 قُلْتُ: مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنِ انْتَهَتْ‏ إِلَى نَفْسِهِ؟

 قَالَ(عليه السّلام): مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلَّا وَ كَانَ مُحَمَّدٌ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  أَعْلَمَ مِنْهُ.

 قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ .

قَالَ (عليه السّلام): صَدَقْتَ.

 قُلْتُ: وَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ يَفْهَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ, هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  يَقْدِرُ عَلَى هَذِهِ الْمَنَازِلِ؟

 قَالَ: فَقَالَ(عليه السّلام): إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ: لِلْهُدْهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَ شَكَّ فِي أَمْرِهِ فَقَالَ‏ {ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ‏} النمل(20), وَ غَضِبَ عَلَيْهِ فَقَالَ‏ {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ‏} النمل(21), وَ إِنَّمَا غَضِبَ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ يَدُلُّهُ عَلَى الْمَاءِ, فَهَذَا وَ هُوَ طَيْرٌ فَقَدْ أُعْطِيَ مَا لَمْ يُعْطَ سُلَيْمَانُ , وَ قَدْ كَانَتِ الرِّيحُ وَ النَّمْلُ وَ الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ وَ الشَّيَاطِينُ الْمَرَدَةُ لَهُ طَائِعِينَ , وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ يَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ فَكَانَ الطَّيْرُ يَعْرِفُهُ إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ‏ {وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى‏ بَلْ لِلهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً}الرعد(31), وَ قَدْ وَرِثْنَا هَذَا الْقُرْآنَ فَفِيهِ مَا يُقَطَّعُ بِهِ الْجِبَالُ, وَ يُقَطَّعُ الْمَدَائِنُ‏ بِهِ, وَ يُحْيَا بِهِ الْمَوْتَى, وَ نَحْنُ نَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ, وَ إِنَّ فِي كِتَابِ اللهِ لَآيَاتٍ مَا يُرَادُ بِهَا أَمْرٌ إِلَى أَنْ يَأْذَنَ اللهُ‏ بِهِ مَعَ مَا فِيهِ‏  إِذْنُ اللهِ فَمَا كَتَبَهُ لِلْمَاضِينَ جَعَلَهُ اللهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ إِنَّ اللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ‏ {ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ‏} النمل(75), ثُمَّ قَالَ‏{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا}فاطر(32), فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللهُ, فَوَرَّثَنَا هَذَا الَّذِي فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ[1].

تفسير العياشي: وَ عَنْهُ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السّلام) قَالَ: نَزَلَ الْقُرْآنُ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً[2].

تفسير العياشي: عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ, قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا (عليه السّلام) عَنِ الْقُرْآنِ.

فَقَالَ (عليه السّلام) لِي: هُوَ كَلَامُ اللهِ[3].

تفسير العياشي: عَنْ زُرَارَةَ, قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السّلام) عَنِ الْقُرْآنِ, فَقَالَ (عليه السّلام) لِي: لَا خَالِقٌ وَ لَا مَخْلُوقٌ, وَ لَكِنَّهُ كَلَامُ الْخَالِق‏[4].

تفسير العياشي: عَنْ زُرَارَةَ, قَالَ: سَأَلْتُهُ (عليه السّلام) عَنِ الْقُرْآنِ أَ خَالِقٌ هُوَ؟

قَالَ (عليه السّلام): لَا .

قُلْتُ: أ مَخْلُوقٌ؟

قَالَ(عليه السّلام): لَا , وَ لَكِنَّهُ كَلَامُ الْخَالِقِ[5].

تفسير العياشي: عَنْ يَاسِرٍ الْخَادِمِ , عَنِ الرِّضَا (عليه السّلام)‏ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقُرْآنِ,  فَقَالَ (عليه السّلام): لَعَنَ اللهُ الْمُرْجِئَةَ, وَ لَعَنَ اللهُ أَبَا حَنِيفَةَ , إِنَّهُ‏ كَلَامُ‏ اللهِ‏ غَيْرُ مَخْلُوقٍ‏ حَيْثُ‏ مَا تَكَلَّمْتَ‏ بِهِ‏, وَ حَيْثُ مَا قَرَأْتَ وَ نَطَقْتَ , فَهُوَ كَلَامٌ , وَ خَبَرٌ , وَ قِصَص‏‏[6].

الكافي : مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ فِيهِ مَنَارُ الْهُدَى, وَ مَصَابِيحُ الدُّجَى, فَلْيَجْلُ جَالٍ بَصَرَهُ , وَ يَفْتَحُ لِلضِّيَاءِ نَظَرَهُ, فَإِنَّ التَّفَكُّرَ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ, كَمَا يَمْشِي الْمُسْتَنِيرُ فِي الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ[7].

الكافي : عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى, عَنْ يُونُسَ, عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام):‏ كَانَ فِي وَصِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام)أَصْحَابَهُ: اعْلَمُوا أَنَّ الْقُرْآنَ هُدَى النَّهَارِ , وَ نُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَ فَاقَةٍ[8].

الكافي : عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ, عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ, عَنِ الْحَجَّالِ, عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَحَدِهِمَا ‘ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ{بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} الشعراء(195)؟

 قَالَ (عليه السّلام): يُبِينُ‏ الْأَلْسُنَ‏ وَ لَا تُبِينُهُ الْأَلْسُنُ[9].

التوحيد (للصدوق): حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ الْمُؤَدِّبُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْكُوفِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَرْمَكِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ, قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيُّ, قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عليه السّلام) يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ, فَقَدِ اخْتَلَفَ فِيهِ مَنْ قِبَلَنَا, فَقَالَ: قَوْمٌ إِنَّهُ مَخْلُوقٌ , وَ قَالَ قَوْمٌ: إِنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ؟

 فَقَالَ (عليه السّلام): أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ فِي ذَلِكَ مَا يَقُولُونَ , وَ لَكِنِّي أَقُولُ: إِنَّهُ كَلَامُ اللهِ[10].التوحيد (للصدوق): أَخْرَجَ شَيْخُنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي جَامِعِهِ, وَ حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ, عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نَجْرَانَ, عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ, قَالَ: كَتَبْتُ عَلَى يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام): (جُعِلْتُ فِدَاكَ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي أَشْيَاءَ قَدْ كَتَبْتُ بِهَا إِلَيْكَ فَإِنْ رَأَيْتَ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ أَنْ تَشْرَحَ

لِي جَمِيعَ مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ, اخْتَلَفَ النَّاسُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بِالْعِرَاقِ …. فِي الْقُرْآنِ فَزَعَمَ قَوْمٌ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَ قَالَ آخَرُونَ كَلَامُ اللهِ مَخْلُوقٌ ….. فَكَتَبَ (عليه السّلام) عَلَى يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ‏ بْنِ أَعْيَنَ سَأَلْتَ رَحِمَكَ اللهُ عَنِ الْقُرْآنِ , وَ اخْتِلَافِ النَّاسِ قِبَلَكُمْ, فَإِنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللهِ مُحْدَثٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ, وَ غَيْرُ أَزَلِيٍّ مَعَ اللهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً كَانَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا شَيْ‏ءَ غَيْرَ اللهِ مَعْرُوفٌ وَ لَا مَجْهُولٌ كَانَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا مُتَكَلِّمَ وَ لَا مُرِيدَ وَ لَا مُتَحَرِّكَ وَ لَا فَاعِلَ‏ جَلَّ وَ عَزَّ رَبُّنَا, فَجَمِيعُ هَذِهِ الصِّفَاتِ مُحْدَثَةٌ عِنْدَ حُدُوثِ الْفِعْلِ مِنْهُ جَلَّ وَ عَزَّ رَبُّنَا , وَ الْقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فِيهِ خَبَرُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ, وَ خَبَرُ مَا يَكُونُ بَعْدَكُمْ‏, أُنْزِلَ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) ‏….)[1].


[1] التوحيد (للصدوق)، ص: 227ح 7.


[1] بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم، ج‏1، ص: 47-48.

[2] تفسير العياشي، ج‏1، ص: 11.

[3] تفسير العياشي ؛ ج‏1 ؛ ص6.

[4] تفسير العياشي ؛ ج‏1 ؛ ص6.

[5] تفسير العياشي، ج‏1، ص6- 7.

[6] تفسير العياشي، ج‏1، ص: 8.

[7] الكافي (ط – الإسلامية) ؛ ج‏2 ؛ ص600ح 5.

[8] الكافي (ط – الإسلامية) ؛ ج‏2 ؛ ص600ح6.

[9]  الكافي (ط – الإسلامية)، ج‏2، ص: 632ح20.

[10] التوحيد (للصدوق)، ص: 224 ح5.