بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي جامعة كربلاء – كلية العلوم الاسلامية
في ماهية القرآن الكريم وحقيقته وخصائصه
نهج البلاغة : وَ مِنْ خُطْبَةٍ طَوِيلَةٍ للامام علي (عليه السّلام): ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ نُوراً لَا تُطْفَأُ مَصَابِيحُهُ , وَ سِرَاجاً لَا يَخْبُو تَوَقُّدُهُ , وَ بَحْراً لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ , وَ مِنْهَاجاً لَا يُضِلُّ نَهْجُهُ , وَ شُعَاعاً لَا يُظْلِمُ ضَوْؤُهُ , وَ فُرْقَاناً لَا يُخْمَدُ بُرْهَانُهُ, وَ تِبْيَاناً لَا تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ, وَ شِفَاءً لَا تُخْشَى أَسْقَامُهُ , وَ عِزّاً لَا تُهْزَمُ أَنْصَارُهُ , وَ حَقّاً لَا تُخْذَلُ أَعْوَانُهُ, فَهُوَ مَعْدِنُ الْإِيمَانِ وَ بُحْبُوحَتُهُ, وَ يَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَ بُحُورُهُ وَ رِيَاضُ الْعَدْلِ وَ غُدْرَانُهُ, وَ أَثَافِيُّ الْإِسْلَامِ وَ بُنْيَانُهُ وَ أَوْدِيَةُ الْحَقِّ وَ غِيطَانُهُ, وَ بَحْرٌ لَا يَنْزِفُهُ الْمُسْتَنْزِفُونَ , وَ عُيُونٌ لَا يُنْضِبُهَا الْمَاتِحُونَ, وَ مَنَاهِلُ لَا يَغِيضُهَا الْوَارِدُونَ, وَ مَنَازِلُ لَا يَضِلُّ نَهْجَهَا الْمُسَافِرُونَ, وَ أَعْلَامٌ لَا يَعْمَى عَنْهَا السَّائِرُونَ , وَ آكَامٌ لَا يَجُوزُ عَنْهَا الْقَاصِدُونَ , جَعَلَهُ اللهُ رِيّاً لِعَطَشِ الْعُلَمَاءِ , وَ رَبِيعاً لِقُلُوبِ الْفُقَهَاءِ, وَ مَحَاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحَاءِ, وَ دَوَاءً لَيْسَ بَعْدَهُ دَاءٌ, وَ نُوراً لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ, وَ حَبْلًا وَثِيقاً عُرْوَتُهُ, وَ مَعْقِلًا مَنِيعاً ذِرْوَتُهُ, وَ عِزّاً لِمَنْ تَوَلَّاهُ, وَ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ وَ هُدًى لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ , وَ عُذْراً لِمَنِ انْتَحَلَهُ, وَ بُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ, وَ شَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ, وَ فَلْجاً لِمَنْ حَاجَّ بِهِ, وَ حَامِلًا لِمَنْ حَمَلَهُ , وَ مَطِيَّةً لِمَنْ أَعْمَلَهُ , وَ آيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ , وَ جُنَّةً لِمَنِ اسْتَلْأَمَ, وَ عِلْماً لِمَنْ وَعَى, وَ حَدِيثاً لِمَنْ رَوَى وَ حُكْماً لِمَنْ قَضَى[1].
بحار الأنوار: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام): (.. وَ فِي الْقُرْآنِ نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ, وَ مُحْكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ , وَ خَاصٌّ وَ عَامٌّ , وَ مُقَدَّمٌ وَ مُؤَخَّرٌ , وَ عَزَائِمُ وَ رُخَصٌ , وَ حَلَالٌ وَ حَرَامٌ , وَ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ , وَ مُنْقَطِعٌ وَ مَعْطُوفٌ , وَ مُنْقَطِعٌ غَيْرُ مَعْطُوفٍ , وَ حَرْفٌ مَكَانَ حَرْفٍ , وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ خَاصٌّ , وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ عَامٌّ مُحْتَمِلُ الْعُمُومِ , وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ وَاحِدٌ وَ مَعْنَاهُ جَمْعٌ , وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ جَمْعٌ وَ مَعْنَاهُ وَاحِدٌ , وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ مَاضٍ وَ مَعْنَاهُ مُسْتَقْبِلٌ , وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ عَلَى الْخَبَرِ وَ مَعْنَاهُ حِكَايَةٌ عَنْ قَوْمٍ آخَرَ , وَ مِنْهُ مَا هُوَ بَاقٍ مُحَرَّفٌ عَنْ جِهَتِهِ , وَ مِنْهُ مَا هُوَ عَلَى خِلَافِ تَنْزِيلِهِ , وَ مِنْهُ مَا تَأْوِيلُهُ فِي تَنْزِيلِهِ , وَ مِنْهُ مَا تَأْوِيلُهُ قَبْلَ تَنْزِيلِهِ , وَ مِنْهُ مَا تَأْوِيلُهُ بَعْدَ تَنْزِيلِهِ , وَ مِنْهُ آيَاتٌ بَعْضُهَا فِي سُورَةٍ وَ تَمَامُهَا فِي سُورَةٍ أُخْرَى , وَ مِنْهُ آيَاتٌ نِصْفُهَا مَنْسُوخٌ وَ نِصْفُهَا مَتْرُوكٌ عَلَى حَالِهِ , وَ مِنْهُ آيَاتٌ مُخْتَلِفَةُ اللَّفْظِ مُتَّفِقَةُ الْمَعْنَى , وَ مِنْهُ آيَاتٌ مُتَّفِقَةُ اللَّفْظِ مُخْتَلِفَةُ الْمَعْنَى , وَ مِنْهُ آيَاتٌ فِيهَا رُخْصَةٌ وَ إِطْلَاقٌ بَعْدَ الْعَزِيمَةِ لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحِبُّ أَنْ يُؤْخَذَ بِرُخَصِهِ كَمَا يُؤْخَذُ بِعَزَائِمِهِ , وَ مِنْهُ رُخْصَةٌ صَاحِبُهَا فِيهَا بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ أَخَذَ وَ إِنْ شَاءَ تَرَكَهَا , وَ مِنْهُ رُخْصَةٌ ظَاهِرُهَا خِلَافُ بَاطِنِهَا يُعْمَلُ بِظَاهِرِهَا عِنْدَ التَّقِيَّةِ وَ لَا يُعْمَلُ بِبَاطِنِهَا مَعَ التَّقِيَّةِ , وَ مِنْهُ مُخَاطَبَةٌ لِقَوْمٍ وَ الْمَعْنَى لِآخَرِينَ , وَ مِنْهُ مُخَاطَبَةٌ لِلنَّبِيِّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) وَ مَعْنَاهُ وَاقِعٌ عَلَى أُمَّتِهِ , وَ مِنْهُ لَا يُعْرَفُ تَحْرِيمُهُ إِلَّا بِتَحْلِيلِهِ , وَ مِنْهُ مَا تَأْلِيفُهُ وَ تَنْزِيلُهُ عَلَى غَيْرِ مَعْنَى مَا أُنْزِلَ فِيهِ , وَ مِنْهُ رَدٌّ مِنَ اللهِ تَعَالَى وَ احْتِجَاجٌ عَلَى جَمِيعِ الْمُلْحِدِينَ , وَ الزَّنَادِقَةِ , وَ الدَّهْرِيَّةِ , وَ الثَّنَوِيَّةِ , وَ الْقَدَرِيَّةِ , وَ الْمُجَبِّرَةِ , وَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ , وَ عَبَدَةِ النِّيرَانِ , وَ مِنْهُ احْتِجَاجٌ عَلَى النَّصَارَى فِي الْمَسِيحِ (عليه السّلام) , وَ مِنْهُ الرَّدُّ عَلَى الْيَهُودِ , وَ مِنْهُ الرَّدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَزِيدُ وَ لَا يَنْقُصُ وَ أَنَّ الْكُفْرَ كَذَلِكَ , وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنْ لَيْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ قَبْلَ الْقِيَامَةِ ثَوَابٌ وَ عِقَابٌ , وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ فَضْلَ النَّبِيِّ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ , وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ الْإِسْرَاءَ بِهِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ , وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ أَثْبَتَ الرُّؤْيَةَ , وَ مِنْهُ صِفَاتُ الْحَقِّ وَ أَبْوَابُ مَعَانِي الْإِيمَانِ وَ وُجُوبُهُ وَ وُجُوهُهُ , وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ الْإِيمَانَ وَ الْكُفْرَ وَ الشِّرْكَ وَ الظُّلْمَ وَ الضَّلَالَ , وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ وَصَفَ اللهَ تَعَالَى وَحْدَهُ , وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ الرَّجْعَةَ وَ لَمْ يَعْرِفْ تَأْوِيلَهَا , وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا يَعْلَمُ الشَّيْءَ حَتَّى يَكُونَ , وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ لَمْ يَعْلَمِ الْفَرْقَ بَيْنَ الْمَشِيَّةِ وَ الْإِرَادَةِ وَ الْقُدْرَةِ فِي مَوَاضِعَ , وَ مِنْهُ مَعْرِفَةُ مَا خَاطَبَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ الْأَئِمَّةَ وَ الْمُؤْمِنِينَ , وَ مِنْهُ أَخْبَارُ خُرُوجِ الْقَائِمِ مِنَّا عَجَّلَ اللهُ فَرَجَهُ , وَ مِنْهُ مَا بَيَّنَ اللهُ تَعَالَى فِيهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَ فَرَائِضَ الْأَحْكَامِ وَ السَّبَبَ فِي مَعْنَى بَقَاءِ الْخَلْقِ وَ مَعَايِشِهِمْ وَ وُجُوهِ ذَلِكَ , وَ مِنْهُ أَخْبَارُ الْأَنْبِيَاءِ وَ شَرَائِعُهُمْ وَ هَلَاكُ أُمَمِهِمْ , وَ مِنْهُ مَا بَيَّنَ اللهُ تَعَالَى فِي مَغَازِي النَّبِيِّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) وَ حُرُوبِهِ وَ فَضَائِلُ أَوْصِيَائِي وَ مَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ وَ يَتَّصِلُ بِهِ[2].
كتاب سليم بن قيس الهلالي : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إِنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ وَ نُورٌ وَ هُدًى وَ رَحْمَةٌ وَ شِفَاءٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {وَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}فصلت(44)[3].
[1] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 315.
[2] بحار الأنوار (ط – بيروت)، ج90، ص: 5.
[3] كتاب سليم بن قيس الهلالي ؛ ج2 ؛ ص771.