من كتاب حرمة القرآن – 4

حرمة القرآن - 4

بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي جامعة كربلاء – كلية العلوم الاسلامية

في ماهية القرآن الكريم وحقيقته وخصائصه

نهج البلاغة : وَ مِنْ خُطْبَةٍ طَوِيلَةٍ للامام علي (عليه السّلام): ‏ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ نُوراً لَا تُطْفَأُ مَصَابِيحُهُ , وَ سِرَاجاً لَا يَخْبُو تَوَقُّدُهُ‏ , وَ بَحْراً لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ , وَ مِنْهَاجاً لَا يُضِلُّ نَهْجُهُ , وَ شُعَاعاً لَا يُظْلِمُ ضَوْؤُهُ , وَ فُرْقَاناً لَا يُخْمَدُ بُرْهَانُهُ, وَ تِبْيَاناً لَا تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ, وَ شِفَاءً لَا تُخْشَى أَسْقَامُهُ , وَ عِزّاً لَا تُهْزَمُ أَنْصَارُهُ , وَ حَقّاً لَا تُخْذَلُ أَعْوَانُهُ, فَهُوَ مَعْدِنُ الْإِيمَانِ وَ بُحْبُوحَتُهُ, وَ يَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَ بُحُورُهُ وَ رِيَاضُ الْعَدْلِ وَ غُدْرَانُهُ‏, وَ أَثَافِيُّ الْإِسْلَامِ وَ بُنْيَانُهُ وَ أَوْدِيَةُ الْحَقِّ وَ غِيطَانُهُ‏, وَ بَحْرٌ لَا يَنْزِفُهُ الْمُسْتَنْزِفُونَ , وَ عُيُونٌ لَا يُنْضِبُهَا الْمَاتِحُونَ‏, وَ مَنَاهِلُ لَا يَغِيضُهَا الْوَارِدُونَ, وَ مَنَازِلُ لَا يَضِلُّ نَهْجَهَا الْمُسَافِرُونَ, وَ أَعْلَامٌ لَا يَعْمَى عَنْهَا السَّائِرُونَ , وَ آكَامٌ لَا يَجُوزُ عَنْهَا الْقَاصِدُونَ , جَعَلَهُ اللهُ رِيّاً لِعَطَشِ الْعُلَمَاءِ , وَ رَبِيعاً لِقُلُوبِ الْفُقَهَاءِ,  وَ مَحَاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحَاءِ, وَ دَوَاءً لَيْسَ بَعْدَهُ‏ دَاءٌ, وَ نُوراً لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ, وَ حَبْلًا وَثِيقاً عُرْوَتُهُ, وَ مَعْقِلًا مَنِيعاً ذِرْوَتُهُ, وَ عِزّاً لِمَنْ تَوَلَّاهُ, وَ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ وَ هُدًى لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ , وَ عُذْراً لِمَنِ انْتَحَلَهُ, وَ بُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ, وَ شَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ, وَ فَلْجاً لِمَنْ حَاجَّ بِهِ, وَ حَامِلًا لِمَنْ حَمَلَهُ , وَ مَطِيَّةً لِمَنْ أَعْمَلَهُ , وَ آيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ , وَ جُنَّةً لِمَنِ اسْتَلْأَمَ‏, وَ عِلْماً لِمَنْ وَعَى, وَ حَدِيثاً لِمَنْ رَوَى وَ حُكْماً لِمَنْ قَضَى‏[1].

بحار الأنوار: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام): (.. وَ فِي الْقُرْآنِ نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ, وَ مُحْكَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ , وَ  خَاصٌّ وَ عَامٌّ , وَ  مُقَدَّمٌ وَ مُؤَخَّرٌ , وَ  عَزَائِمُ وَ رُخَصٌ , وَ  حَلَالٌ وَ حَرَامٌ , وَ  فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ , وَ  مُنْقَطِعٌ وَ مَعْطُوفٌ , وَ  مُنْقَطِعٌ غَيْرُ مَعْطُوفٍ , وَ  حَرْفٌ مَكَانَ حَرْفٍ , وَ  مِنْهُ مَا لَفْظُهُ خَاصٌّ , وَ  مِنْهُ مَا لَفْظُهُ عَامٌّ مُحْتَمِلُ الْعُمُومِ , وَ  مِنْهُ مَا لَفْظُهُ وَاحِدٌ وَ مَعْنَاهُ جَمْعٌ , وَ  مِنْهُ مَا لَفْظُهُ جَمْعٌ وَ مَعْنَاهُ وَاحِدٌ , وَ  مِنْهُ مَا لَفْظُهُ مَاضٍ وَ مَعْنَاهُ مُسْتَقْبِلٌ , وَ  مِنْهُ مَا لَفْظُهُ عَلَى الْخَبَرِ وَ مَعْنَاهُ حِكَايَةٌ عَنْ قَوْمٍ آخَرَ , وَ  مِنْهُ مَا هُوَ بَاقٍ مُحَرَّفٌ عَنْ جِهَتِهِ , وَ  مِنْهُ مَا هُوَ عَلَى خِلَافِ تَنْزِيلِهِ , وَ  مِنْهُ مَا تَأْوِيلُهُ فِي تَنْزِيلِهِ , وَ  مِنْهُ مَا تَأْوِيلُهُ قَبْلَ تَنْزِيلِهِ , وَ  مِنْهُ مَا تَأْوِيلُهُ بَعْدَ تَنْزِيلِهِ , وَ  مِنْهُ آيَاتٌ بَعْضُهَا فِي سُورَةٍ وَ تَمَامُهَا فِي سُورَةٍ أُخْرَى , وَ  مِنْهُ آيَاتٌ نِصْفُهَا مَنْسُوخٌ‏ وَ نِصْفُهَا مَتْرُوكٌ عَلَى حَالِهِ , وَ  مِنْهُ آيَاتٌ مُخْتَلِفَةُ اللَّفْظِ مُتَّفِقَةُ الْمَعْنَى , وَ  مِنْهُ آيَاتٌ مُتَّفِقَةُ اللَّفْظِ مُخْتَلِفَةُ الْمَعْنَى , وَ  مِنْهُ آيَاتٌ فِيهَا رُخْصَةٌ وَ إِطْلَاقٌ بَعْدَ الْعَزِيمَةِ لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحِبُّ أَنْ يُؤْخَذَ بِرُخَصِهِ كَمَا يُؤْخَذُ بِعَزَائِمِهِ , وَ  مِنْهُ رُخْصَةٌ صَاحِبُهَا فِيهَا بِالْخِيَارِ إِنْ شَاءَ أَخَذَ وَ إِنْ شَاءَ تَرَكَهَا , وَ  مِنْهُ رُخْصَةٌ ظَاهِرُهَا خِلَافُ بَاطِنِهَا يُعْمَلُ بِظَاهِرِهَا عِنْدَ التَّقِيَّةِ وَ لَا يُعْمَلُ بِبَاطِنِهَا مَعَ التَّقِيَّةِ , وَ  مِنْهُ مُخَاطَبَةٌ لِقَوْمٍ وَ الْمَعْنَى لِآخَرِينَ , وَ  مِنْهُ مُخَاطَبَةٌ لِلنَّبِيِّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  وَ مَعْنَاهُ وَاقِعٌ عَلَى أُمَّتِهِ , وَ  مِنْهُ لَا يُعْرَفُ تَحْرِيمُهُ إِلَّا بِتَحْلِيلِهِ , وَ  مِنْهُ مَا تَأْلِيفُهُ وَ تَنْزِيلُهُ عَلَى غَيْرِ مَعْنَى مَا أُنْزِلَ فِيهِ , وَ  مِنْهُ رَدٌّ مِنَ اللهِ تَعَالَى وَ احْتِجَاجٌ عَلَى جَمِيعِ الْمُلْحِدِينَ , وَ  الزَّنَادِقَةِ , وَ  الدَّهْرِيَّةِ , وَ  الثَّنَوِيَّةِ , وَ  الْقَدَرِيَّةِ , وَ  الْمُجَبِّرَةِ , وَ  عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ , وَ  عَبَدَةِ النِّيرَانِ , وَ  مِنْهُ احْتِجَاجٌ عَلَى النَّصَارَى فِي الْمَسِيحِ (عليه السّلام) , وَ  مِنْهُ الرَّدُّ عَلَى الْيَهُودِ , وَ  مِنْهُ الرَّدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَزِيدُ وَ لَا يَنْقُصُ وَ أَنَّ الْكُفْرَ كَذَلِكَ , وَ  مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنْ لَيْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ قَبْلَ الْقِيَامَةِ ثَوَابٌ وَ عِقَابٌ , وَ  مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ فَضْلَ النَّبِيِّ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ , وَ  مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ الْإِسْرَاءَ بِهِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ , وَ  مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ أَثْبَتَ الرُّؤْيَةَ , وَ  مِنْهُ صِفَاتُ الْحَقِّ وَ أَبْوَابُ مَعَانِي الْإِيمَانِ وَ وُجُوبُهُ وَ وُجُوهُهُ , وَ  مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ الْإِيمَانَ وَ الْكُفْرَ وَ الشِّرْكَ وَ الظُّلْمَ وَ الضَّلَالَ , وَ  مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ وَصَفَ اللهَ تَعَالَى وَحْدَهُ , وَ  مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ الرَّجْعَةَ وَ لَمْ يَعْرِفْ تَأْوِيلَهَا , وَ  مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا يَعْلَمُ الشَّيْ‏ءَ حَتَّى يَكُونَ , وَ  مِنْهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ لَمْ يَعْلَمِ الْفَرْقَ بَيْنَ الْمَشِيَّةِ وَ الْإِرَادَةِ وَ الْقُدْرَةِ فِي مَوَاضِعَ , وَ  مِنْهُ مَعْرِفَةُ مَا خَاطَبَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ الْأَئِمَّةَ وَ الْمُؤْمِنِينَ , وَ  مِنْهُ أَخْبَارُ خُرُوجِ الْقَائِمِ مِنَّا عَجَّلَ اللهُ فَرَجَهُ , وَ  مِنْهُ مَا بَيَّنَ اللهُ تَعَالَى فِيهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَ فَرَائِضَ الْأَحْكَامِ وَ السَّبَبَ فِي مَعْنَى بَقَاءِ الْخَلْقِ وَ مَعَايِشِهِمْ وَ وُجُوهِ ذَلِكَ , وَ  مِنْهُ أَخْبَارُ الْأَنْبِيَاءِ وَ شَرَائِعُهُمْ وَ هَلَاكُ أُمَمِهِمْ , وَ  مِنْهُ مَا بَيَّنَ اللهُ تَعَالَى فِي مَغَازِي النَّبِيِّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  وَ حُرُوبِهِ وَ فَضَائِلُ أَوْصِيَائِي وَ مَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ‏ وَ يَتَّصِلُ بِهِ[2].

كتاب سليم بن قيس الهلالي : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إِنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ وَ نُورٌ وَ هُدًى وَ رَحْمَةٌ وَ شِفَاءٌ لِلْمُؤْمِنِينَ‏ {وَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى‏}فصلت(44)[3].


[1] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 315.

[2] بحار الأنوار (ط – بيروت)، ج‏90، ص: 5.

[3] كتاب سليم بن قيس الهلالي ؛ ج‏2 ؛ ص771.