بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي جامعة كربلاء – كلية العلوم الاسلامية
ان القرآن الكريم غض طري جديد , وأنه حي لا يموت , وانه لَمْ يُجْعَلْ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ
تفسير فرات الكوفي: فُرَاتٌ, قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ مُعَنْعَناً, عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السّلام) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ يَعْنِي صَفْوَتَنَا , وَ نُصْرَتَنَا قُلْتُ إِنَّمَا قَدَّرَ اللهُ عَنْهُ بِاللِّسَانِ وَ الْيَدَيْنِ وَ الْقَلْبِ ,قَالَ(عليه السّلام): يَا خَيْثَمَةُ إِنَّ نُصْرَتَنَا بِاللِّسَانِ كَنُصْرَتِنَا بِالسَّيْفِ, وَ نُصْرَتَنَا بِالْيَدَيْنِ أَفْضَلُ, وَ الْقِيَامَ فِيهَا يَا خَيْثَمَةُ إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ أَثْلَاثاً : فَثُلُثٌ فِينَا , وَ ثُلُثٌ فِي عَدُوِّنَا , وَ ثُلُثٌ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ , وَ لَوْ أَنَّ آيَةً نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ ثُمَّ مَاتُوا أُولَئِكَ مَاتَتِ الْآيَةُ إِذَا مَا بَقِيَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ, إِنَّ الْقُرْآنَ يَجْرِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ, وَ آخِرِهِ إِلَى أَوَّلِهِ مَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ, فَلِكُلِّ قَوْمٍ آيَةٌ يَتْلُونَهَا هُمْ مِنْهَا فِي خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ, يَا خَيْثَمَةُ إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَا غَرِيباً وَ سَيَعُودُ غَرِيباً , فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ وَ هَذَا فِي أَيْدِي النَّاسِ فَكُلٌّ عَلَى هَذَا يَا خَيْثَمَةُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَعْرِفُونَ اللهَ, مَا هُوَ , وَ التَّوْحِيدَ حَتَّى يَكُونَ خُرُوجُ الدَّجَّالِ , وَ حَتَّى يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (عليه السّلام) مِنَ السَّمَاءِ وَ يَقْتُلَ اللهُ الدَّجَّالَ عَلَى يَدَيْهِ وَ يُصَلِّيَ بِهِمْ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَ لَا تَرَى أَنَّ عِيسَى يُصَلِّي خَلْفَنَا وَ هُوَ نَبِيٌّ إِلَّا وَ نَحْنُ أَفْضَلُ مِنْهُ[1].
بصائر الدرجات في فضائل آل محمد (: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ, قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السّلام) عَنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ مَا مِنَ الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا وَ لَهَا ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ؟
فَقَالَ (عليه السّلام): ظَهْرُهُ تَنْزِيلُهُ وَ بَطْنُهُ تَأْوِيلُهُ مِنْهُ مَا قَدْ مَضَى وَ مِنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ يَجْرِي كَمَا يَجْرِي الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ كَمَا جَاءَ تَأْوِيلُ شَيْءٍ مِنْهُ يَكُونُ عَلَى الْأَمْوَاتِ كَمَا يَكُونُ عَلَى الْأَحْيَاءِ قَالَ اللهُ {وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}آل عمران(7), نَحْنُ نَعْلَمُهُ[2].
تفسير العياشي: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْكَرْخِيِّ, عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ إِلَى خَيْثَمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السّلام): يَا خَيْثَمَةُ الْقُرْآنُ نَزَلَ أَثْلَاثاً : ثُلُثٌ فِينَا وَ فِي أَحِبَّائِنَا , وَ ثُلُثٌ فِي أَعْدَائِنَا وَ عَدُوِّ مَنْ كَانَ قِبَلَنَا, وَ ثُلُثٌ سُنَّةٌ وَ مَثَلٌ , وَ لَوْ أَنَّ الْآيَةَ إِذَا نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ ثُمَّ مَاتَ أُولَئِكَ الْقَوْمُ مَاتَتِ الْآيَةُ لَمَا بَقِيَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ , وَ لَكِنَّ الْقُرْآنَ يَجْرِي أَوَّلُهُ عَلَى آخِرِهِ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ, وَ لِكُلِّ قَوْمٍ آيَةٌ يَتْلُونَهَا هُمْ مِنْهَا مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَر[3].
تفسير العياشي: عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ قَالَ: كُنْتُ يَوْماً مِنَ الْأَيَّامِ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السّلام), فَقَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحِيمِ قُلْتُ: لَبَّيْكَ قَالَ قَوْلُ اللهِ {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ} الرعد(7), إِذْ قَالَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : أَنَا الْمُنْذِرُ, وَ عَلِيٌّ الْهَادِي. مَنِ الْهَادِي الْيَوْمَ؟ قَالَ: فَسَكَتُّ طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ هِيَ فِيكُمْ تَوَارَثُونَهَا رَجُلٌ فَرَجُلٌ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْكَ فَأَنْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ الْهَادِي؟ قَالَ (عليه السّلام): صَدَقْتَ يَا عَبْدَ الرَّحِيمِ, إِنَّ الْقُرْآنَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ , وَ الْآيَةَ حَيَّةٌ لَا تَمُوتُ, فَلَوْ كَانَتِ الْآيَةُ إِذَا نَزَلَتْ فِي الْأَقْوَامِ مَاتُوا مَاتَتِ الْآيَةُ لَمَاتَ الْقُرْآنُ, وَ لَكِنْ هِيَ جَارِيَةٌ فِي الْبَاقِينَ كَمَا جَرَتْ فِي الْمَاضِينَ[4].
تفسير العياشي: وَ قَالَ: عَبْدُ الرَّحِيمِ القصير, قَالَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام): إِنَّ الْقُرْآنَ حَيٌّ لَمْ يَمُتْ , وَ إِنَّهُ يَجْرِي كَمَا يَجْرِي اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ , وَ كَمَا يَجْرِي الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ , وَ يَجْرِي عَلَى آخِرِنَا كَمَا يَجْرِي عَلَى أَوَّلِنَا[5].
عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) : حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبِي ذَكْوَانَ , قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْعَبَّاسِ يُحَدِّثُ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عليه السّلام) إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) مَا بَالُ الْقُرْآنِ لَا يَزْدَادُ عِنْدَ النَّشْرِ وَ الدِّرَاسَةِ إِلَّا غَضَاضَةً؟ فَقَالَ (عليه السّلام): لِأَنَّ اللهَ لَمْ يُنْزِلْهُ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ وَ لَا لِنَاسٍ دُونَ نَاسٍ, فَهُوَ فِي كُلِّ زَمَانٍ جَدِيدٌ, وَ عِنْدَ كُلِّ قَوْمٍ غَضٌّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ[6].
عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ذَكَرَ الرِّضَا (عليه السّلام) يَوْماً الْقُرْآنَ فَعَظَّمَ الْحُجَّةَ فِيهِ , وَ الْآيَةَ , وَ الْمُعْجِزَةَ فِي نَظْمِهِ , قَالَ: هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ, وَ عُرْوَتُهُ الْوُثْقَى, وَ طَرِيقَتُهُ الْمُثْلَى الْمُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّةِ, وَ الْمُنْجِي مِنَ النَّارِ لَا يَخْلُقُ عَلَى الْأَزْمِنَةِ, وَ لَا يَغِثُ عَلَى الْأَلْسِنَةِ لِأَنَّهُ لَمْ يُجْعَلْ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ , بَلْ جُعِلَ دَلِيلَ الْبُرْهَانِ, وَ الْحُجَّةَ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ {لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد}[7].
طرف من الأنباء و المناقب: عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ ‘ قَالَ: فَإِنَّ الْكِتَابَ هُوَ الْقُرْآنُ , وَ فِيهِ الْحُجَّةُ وَ النُّورُ وَ الْبُرْهَانُ , كَلَامُ اللهِ جَدِيدٌ غَضٌّ طَرِي[8].
[1] تفسير فرات الكوفي ؛ ص138.
[2] بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم ؛ ج1 ؛ ص196
[3] تفسير العياشي، ج2، ص203-204.
[4] تفسير العياشي، ج2، ص: 203.
[5] تفسير العياشي، ج2، ص203- 204.
[6] عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج2، ص: 87ح32.
[7] عيون أخبار الرضا عليه السلام ؛ ج2 ؛ ص130ح 9.
[8] طرف من الأنباء و المناقب، ص: 144.