من كتاب حرمة القرآن – 17

حرمة القرآن - 17

بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي

علة بعث النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  بالقرآن الكريم

الكافي : الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ, عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّيَّارِيِّ, عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْبَغْدَادِيِّ, قَالَ: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ‏ لِأَبِي الْحَسَنِ (عليه السّلام): لِمَا ذَا بَعَثَ اللهُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ (عليه السّلام) بِالْعَصَا وَ يَدِهِ الْبَيْضَاءِ وَ آلَةِ السِّحْرِ , وَ بَعَثَ عِيسَى بِآلَةِ الطِّبِّ, وَ بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ بِالْكَلَامِ‏ وَ الْخُطَبِ‏؟

 فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ (عليه السّلام): إِنَّ اللهَ لَمَّا بَعَثَ مُوسَى (عليه السّلام) كَانَ الْغَالِبُ عَلَى أَهْلِ عَصْرِهِ السِّحْرَ , فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِهِمْ مِثْلُهُ وَ مَا أَبْطَلَ بِهِ سِحْرَهُمْ وَ أَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ وَ إِنَّ اللهَ بَعَثَ عِيسَى (عليه السّلام) فِي وَقْتٍ قَدْ ظَهَرَتْ فِيهِ الزَّمَانَاتُ[1]‏, وَ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَى الطِّبِّ فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ مِثْلُهُ وَ بِمَا أَحْيَا لَهُمُ الْمَوْتَى وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللهِ وَ أَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ وَ إِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  فِي وَقْتٍ كَانَ الْغَالِبُ عَلَى أَهْلِ عَصْرِهِ الْخُطَبَ وَ الْكَلَامَ‏ وَ أَظُنُّهُ قَالَ الشِّعْرَ فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ مِنْ مَوَاعِظِهِ وَ حِكَمِهِ مَا أَبْطَلَ بِهِ قَوْلَهُمْ وَ أَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ.

 قَالَ فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَاللهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ فَمَا الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ الْيَوْمَ .

قَالَ: فَقَالَ (عليه السّلام): الْعَقْلُ يُعْرَفُ بِهِ الصَّادِقُ عَلَى اللهِ فَيُصَدِّقُهُ وَ الْكَاذِبُ عَلَى اللهِ فَيُكَذِّبُهُ .

قَالَ: فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هَذَا وَ اللهِ هُوَ الْجَوَابُ[2].


[1] الزمانات: الآفات الواردة على بعض الأعضاء فيمنعها عن الحركة كالفالج و اللقوة، و يطلق المزمن على مرض طال زمانه.

[2] الكافي (ط – الإسلامية)، ج‏1، ص25ح20.