من كتاب حرمة القرآن – 21

حرمة القرآن - 21

بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي

ان أول من يفد على الله عز وجل بعد النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  القرآن الكريم , وان النبي( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  يسأل العباد عن ماذا فعلوا فيه

الكافي : مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السّلام), قَالَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) :‏ أَنَا أَوَّلُ وَافِدٍ عَلَى الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ كِتَابُهُ وَ أَهْلُ بَيْتِي ثُمَّ أُمَّتِي ثُمَّ أَسْأَلُهُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِكِتَابِ اللهِ وَ بِأَهْلِ بَيْتِي[1].

في صيانة القرآن الكريم من التحريف

تفسير القمي: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَالَ‏: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ أَخَا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مِنَ الرَّضَاعَةِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَ أَسْلَمَ, وَ كَانَ لَهُ خَطٌّ حَسَنٌ, وَ كَانَ إِذَا نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  دَعَاهُ, فَكَتَبَ مَا يُمْلِيهِ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  مِنَ الْوَحْيِ, وَ كَانَ إِذَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) ‏ {سَمِيعٌ بَصِيرٌ} يَكْتُبُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ, وَ إِذَا قَالَ‏ {وَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} يَكْتُبُ بَصِيرٌ، وَ يُفَرِّقُ‏ بَيْنَ‏ التَّاءِ وَ الْيَاءِ, وَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  يَقُولُ هُوَ وَاحِدٌ، فَارْتَدَّ كَافِراً وَ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ وَ قَالَ لِقُرَيْشٍ وَ اللهِ مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ مَا يَقُولُ أَنَا أَقُولُ مِثْلَ مَا يَقُولُ فَلَا يُنْكِرُ عَلَيَّ ذَلِكَ, فَأَنَا أُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ, فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى‏ نَبِيِّهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) فِي ذَلِكَ {وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى‏ عَلَى اللهِ كَذِباً …}إلخ» فَلَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  مَكَّةَ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  بِقَتْلِهِ، فَجَاءَ بِهِ عُثْمَانُ قَدْ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  فِي الْمَسْجِدِ, فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ اعْفُ عَنْهُ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  ثُمَّ أَعَادَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  ثُمَّ أَعَادَ فَقَالَ هُوَ لَكَ، فَلَمَّا مَرَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ لِأَصْحَابِهِ: أَ لَمْ أَقُلْ مَنْ رَآهُ فَلْيَقْتُلْهُ، فَقَالَ رَجُلٌ كَانَتْ عَيْنِي إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تُشِيرَ إِلَيَّ فَأَقْتُلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَا يَقْتُلُونَ بِالْإِشَارَةِ، فَكَانَ مِنَ الطُّلَقَاء[2].

تفسير العياشي: عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ‏ أَوْ قالَ {أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْ‏ءٌ} قَالَ نَزَلَتْ فِي ابْنِ [أَبِي‏] سَرْحٍ الَّذِي كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مِصْرَ وَ هُوَ مِمَّنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ هَدَرَ دَمَهُ‏ وَ كَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ  ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  فَإِذَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ‏ {فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}‏  كَتَبَ فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : دَعْهَا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ, وَ قَدْ كَانَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ يَقُولُ لِلْمُنَافِقِينَ: إِنِّي لَأَقُولُ الشَّيْ‏ءَ مِثْلَ مَا يَجِي‏ءُ بِهِ هُوَ فَمَا يُغَيِّرُ عَلَيَّ فَأَنْزَلَ اللهُ فِيهِ الَّذِي أَنْزَل‏[3].

معاني الأخبار: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السّلام) يَقُولُ‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : وَ مُعَاوِيَةُ يَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ أَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى خَاصِرَتِهِ‏ بِالسَّيْفِ‏ مَنْ أَدْرَكَ هَذَا يَوْماً أَمِيراً فَلْيَبْقُرْ خَاصِرَتَهُ‏ بِالسَّيْفِ‏ فَرَآهُ رَجُلٌ مِمَّنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  يَوْماً وَ هُوَ يَخْطُبُ بِالشَّامِ عَلَى النَّاسِ فَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ ثُمَّ مَشَى إِلَيْهِ فَحَالَ النَّاسُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ فَقَالُوا يَا عَبْدَ اللهِ مَا لَكَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم)  يَقُولُ مَنْ أَدْرَكَ هَذَا يَوْماً أَمِيراً فَلْيَبْقُرْ خَاصِرَتَهُ بِالسَّيْفِ قَالَ فَقَالَ أَ تَدْرِي مَنِ اسْتَعْمَلَهُ قَالَ لَا قَالُوا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ فَقَالَ الرَّجُلُ سَمْعاً وَ طَاعَةً لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ[4].


[1] الكافي (ط – الإسلامية)، ج‏2، ص600ح 4.

[2] تفسير القمي ؛ ج‏1 ؛ ص210.

[3] تفسير العياشي، ج‏1، ص369- 370.

[4] معاني الأخبار، النص، ص346- 347ح1.