بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي
مرجعية القرآن الكريم في البحث العقدي
المحاسن : عَنْهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ, عَنْ دَاوُدَ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَالَ: مَنْ لَمْ يَعْرِفِ الْحَقَّ مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَن[1].
الكافي :عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ, عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ, عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَتِيكٍ الْقَصِيرِ, قَالَ: كَتَبْتُ عَلَى يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) أَنَّ قَوْماً بِالْعِرَاقِ يَصِفُونَ اللهَ بِالصُّورَةِ وَ بِالتَّخْطِيطِ, فَإِنْ رَأَيْتَ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيَ بِالْمَذْهَبِ الصَّحِيحِ مِنَ التَّوْحِيدِ, فَكَتَبَ إِلَيَّ سَأَلْتَ رَحِمَكَ اللهُ عَنِ التَّوْحِيدِ, وَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مَنْ قِبَلَكَ فَتَعَالَى اللهُ الَّذِي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الشورى (11) تَعَالَى عَمَّا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ الْمُشَبِّهُونَ اللهَ بِخَلْقِهِ الْمُفْتَرُونَ عَلَى اللهِ, فَاعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ أَنَّ الْمَذْهَبَ الصَّحِيحَ فِي التَّوْحِيدِ مَا نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ صِفَاتِ اللهِ جَلَّ وَ عَزَّ فَانْفِ عَنِ اللهِ تَعَالَى الْبُطْلَانَ وَ التَّشْبِيهَ, فَلَا نَفْيَ وَ لَا تَشْبِيهَ, هُوَ اللهُ الثَّابِتُ الْمَوْجُودُ تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ وَ لَا تَعْدُوا الْقُرْآنَ, فَتَضِلُّوا بَعْدَ الْبَيَانِ[2].
الكافي: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ, عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جَدِّهِ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جَدِّهِ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السّلام) , فَحَمِدَ اللهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : (أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّداً ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) بِالْحَقِّ لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ عِبَادِهِ إِلَى عِبَادَتِهِ , وَ مِنْ عُهُودِ عِبَادِهِ إِلَى عُهُودِهِ , وَ مِنْ طَاعَةِ عِبَادِهِ إِلَى طَاعَتِهِ , وَ مِنْ وَلَايَةِ عِبَادِهِ إِلَى وَلَايَتِهِ {بَشِيراً وَ نَذِيراً* وَ داعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراً} الاحزاب(46), عَوْداً وَ بَدْءاً , وَ عُذْراً وَ نُذْراً بِحُكْمٍ قَدْ فَصَّلَهُ, وَ تَفْصِيلٍ قَدْ أَحْكَمَهُ, وَ فُرْقَانٍ قَدْ فَرَقَهُ, وَ قُرْآنٍ قَدْ بَيَّنَهُ لِيَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوهُ, وَ لِيُقِرُّوا بِهِ إِذْ جَحَدُوهُ, وَ لِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ, فَتَجَلَّى لَهُمْ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا رَأَوْهُ, فَأَرَاهُمْ حِلْمَهُ كَيْفَ حَلُمَ , وَ أَرَاهُمْ عَفْوَهُ كَيْفَ عَفَا , وَ أَرَاهُمْ قُدْرَتَهُ كَيْفَ قَدَرَ , وَ خَوَّفَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ, وَ كَيْفَ خَلَقَ مَا خَلَقَ مِنَ الْآيَاتِ , وَ كَيْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ مِنَ الْعُصَاةِ بِالْمَثُلَاتِ , وَ احْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ, وَ كَيْفَ رَزَقَ وَ هَدَى, وَ أَعْطَى وَ أَرَاهُمْ حُكْمَهُ كَيْفَ حَكَمَ وَ صَبَرَ حَتَّى يَسْمَعَ مَا يَسْمَعُ وَ يَرَى…)[3].
الكافي : عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الزُّبَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنِ الدُّعَاءِ إِلَى اللهِ وَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ أَ هُوَ لِقَوْمٍ لَا يَحِلُّ إِلَّا لَهُمْ وَ لَا يَقُومُ بِهِ إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ أَمْ هُوَ مُبَاحٌ لِكُلِّ مَنْ وَحَّدَ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ آمَنَ بِرَسُولِهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) وَ مَنْ كَانَ كَذَا فَلَهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَى طَاعَتِهِ وَ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِهِ فَقَالَ ذَلِكَ لِقَوْمٍ لَا يَحِلُّ إِلَّا لَهُمْ وَ لَا يَقُومُ بِذَلِكَ إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْهُمْ قُلْتُ مَنْ أُولَئِكَ قَالَ مَنْ قَامَ بِشَرَائِطِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الْقِتَالِ وَ الْجِهَادِ عَلَى الْمُجَاهِدِينَ فَهُوَ الْمَأْذُونُ لَهُ فِي الدُّعَاءِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ قَائِماً بِشَرَائِطِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الْجِهَادِ عَلَى الْمُجَاهِدِينَ فَلَيْسَ بِمَأْذُونٍ لَهُ فِي الْجِهَادِ وَ لَا الدُّعَاءِ إِلَى اللهِ حَتَّى يَحْكُمَ فِي نَفْسِهِ مَا أَخَذَ اللهُ عَلَيْهِ مِنْ شَرَائِطَ الْجِهَادِ قُلْتُ فَبَيِّنْ لِي يَرْحَمُكَ اللهُ. قَالَ إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَخْبَرَ نَبِيَّهُ فِي كِتَابِهِ الدُّعَاءَ إِلَيْهِ وَ وَصَفَ الدُّعَاةَ إِلَيْهِ فَجَعَلَ ذَلِكَ لَهُمْ دَرَجَاتٍ يُعَرِّفُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ يُسْتَدَلُّ بِبَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ, فَأَخْبَرَ أَنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَوَّلُ مَنْ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَ دَعَا إِلَى طَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِ أَمْرِهِ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ فَقَالَ {وَ اللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}يونس(25), ثُمَّ ثَنَّى بِرَسُولِهِ فَقَالَ{ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}النحل (125), يَعْنِي بِالْقُرْآنِ, وَ لَمْ يَكُنْ دَاعِياً إِلَى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ خَالَفَ أَمْرَ اللهِ وَ يَدْعُو إِلَيْهِ بِغَيْرِ مَا أُمِرَ [بِهِ] فِي كِتَابِهِ وَ الَّذِي أَمَرَ أَنْ لَا يُدْعَى إِلَّا بِه[4].
[1] المحاسن ؛ ج1 ؛ ص216ح105.
[2] الكافي (ط – الإسلامية) ؛ ج1 ؛ ص100ح1.
[3] الكافي (ط – الإسلامية)، ج8، ص386- 387ح568.
[4] الكافي (ط – الإسلامية) ؛ ج5 ؛ ص13ح1.