بقلم الاستاذ الدكتور ضرغام كريم الموسوي
مرجعية القرآن الكريم في حل التعارض بين الروايات
قرب الإسناد: جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ (عليه السّلام)أَنَّ رَسُولَ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) قَالَ: إِنَّهُ سَيَكْذِبُ عَلَيَّ كَاذِبٌ كَمَا كَذَبَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلِي، فَمَا جَاءَكُمْ عَنِّي مِنْ حَدِيثٍ وَافَقَ كِتَابَ اللهِ فَهُوَ حَدِيثِي، وَ مَا خَالَفَ كِتَابَ اللهِ فَلَيْسَ مِنْ حَدِيثِي[1].
المحاسن : عَنْهُ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ, عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ, قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) يَقُولُ: كُلُّ شَيْءٍ مَرْدُودٌ إِلَى كِتَابِ اللهِ , وَ السُّنَّةِ , وَ كُلُّ حَدِيثٍ لَا يُوَافِقُ كِتَابَ اللهِ فَهُوَ زُخْرُفٌ[2].
المحاسن : عَنْهُ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ, عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَسَدِيِّ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَالَ: مَا أَتَاكُمْ عَنَّا مِنْ حَدِيثٍ لَا يُصَدِّقُهُ كِتَابُ اللهِ فَهُوَ بَاطِلٌ[3].
المحاسن : عَنْهُ, عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْمَدَائِنِيِّ, عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ, عَنِ الْهِشَامَيْنِ جَمِيعاً, وَ غَيْرِهِمَا قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) , فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ مَا جَاءَكُمْ عَنِّي يُوَافِقُ كِتَابَ اللهِ فَأَنَا قُلْتُهُ , وَ مَا جَاءَكُمْ يُخَالِفُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أَقُلْهُ[4].
المحاسن : عَنْهُ, عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ, عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنِّي بِالْحَدِيثِ فَانْحَلُونِي أَهْنَأَهُ وَ أَسْهَلَهُ وَ أَرْشَدَهُ, فَإِنْ وَافَقَ كِتَابَ اللهِ فَأَنَا قُلْتُهُ, وَ إِنْ لَمْ يُوَافِقْ كِتَابَ اللهِ فَلَمْ أَقُلْهُ[5].
المحاسن : عَنْهُ, عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ, عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ, قَالَ عَلِيٌّ ,وَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ, أَنَّهُ حَضَرَ ابْنُ أَبِي يَعْفُورٍ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ, قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) عَنِ اخْتِلَافِ الْحَدِيثِ يَرْوِيهِ مَنْ يَثِقُ بِهِ , وَ فِيهِمْ مَنْ لَا يَثِقُ بِهِ, فَقَالَ (عليه السّلام): إِذَا وَرَدَ عَلَيْكُمْ حَدِيثٌ فَوَجَدْتُمُوهُ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ , أَوْ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) وَ إِلَّا فَالَّذِي جَاءَكُمْ بِهِ أَوْلَى بِهِ[6].
تفسير العياشي: عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : فِي خُطْبَةٍ بِمِنًى أَوْ مَكَّةَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا جَاءَكُمْ عَنِّي يُوَافِقُ الْقُرْآنَ فَأَنَا قُلْتُهُ, وَ مَا جَاءَكُمْ عَنِّي لَا يُوَافِقُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أَقُلْه [7].
تفسير العياشي: عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ قَالَ: الْوُقُوفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ خَيْرٌ مِنَ الِاقْتِحَامِ فِي الْهَلَكَةِ , وَ تَرْكُكَ حَدِيثاً لَمْ تُرْوَهُ خَيْرٌ مِنْ رِوَايَتِكَ حَدِيثاً لَمْ تُحْصِهِ, إِنَّ عَلَى كُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً , وَ عَلَى كُلِّ صَوَابٍ نُوراً , فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللهِ فَخُذُوا بِهِ, وَ مَا خَالَفَ كِتَابَ اللهِ فَدَعُوه[8].
تفسير العياشي: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ, قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام): يَا مُحَمَّدُ مَا جَاءَكَ فِي رِوَايَةٍ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ يُوَافِقُ الْقُرْآنَ فَخُذْ بِهِ , وَ مَا جَاءَكَ فِي رِوَايَةٍ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ يُخَالِفُ الْقُرْآنَ فَلَا تَأْخُذْ بِه[9].
تفسير العياشي: عَنْ سَدِيرٍ, قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ,. وَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ‘: لَا تُصَدِّقْ عَلَيْنَا إِلَّا بِمَا يُوَافِقُ كِتَابَ اللهِ , وَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) [10].
تفسير العياشي: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ, عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ (عليه السّلام) قَالَ: إِذَا كَانَ جَاءَك الْحَدِيثَانِ الْمُخْتَلِفَانِ فَقِسْهُمَا عَلَى كِتَابِ اللهِ, وَ عَلَى أَحَادِيثِنَا , فَإِنْ أَشْبَهَهُمَا فَهُوَ حَقٌّ, وَ إِنْ لَمْ يُشْبِهْهُمَا فَهُوَ بَاطِل [11].
الكافي : مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى, عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى, عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ, عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ, عَنْ أَيُّوبَ بْنِ رَاشِدٍ, عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السّلام) قَالَ: مَا لَمْ يُوَافِقْ مِنَ الْحَدِيثِ الْقُرْآنَ فَهُوَ زُخْرُفٌ[12].
الكافي : أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى قَالَ:َقَالَ أَبُو الْحَسَنِ (عليه السّلام) (… إِذَا كَانَتِ الرِّوَايَاتُ مُخَالِفَةً لِلْقُرْآنِ كَذَّبْتُهَا ,وَ مَا أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَا يُحَاطُ بِهِ عِلْماً ..)[13].
تحف العقول: و روي عن الإمام الراشد الصابر أبي الحسن علي بن محمد (عليه السّلام) في طوال هذه المعاني, رسالته (عليه السّلام) في الرد على أهل الجبر و التفويض و إثبات العدل و المنزلة بين المنزلتين: مِنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَ {عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى} وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكَاتُهُ : (… اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ أَنَّا نَظَرْنَا فِي الْآثَارِ , وَ كَثْرَةِ مَا جَاءَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ, فَوَجَدْنَاهَا عِنْدَ جَمِيعِ مَنْ يَنْتَحِلُ الْإِسْلَامَ مِمَّنْ يَعْقِلُ عَنِ اللهِ جَلَّ وَ عَزَّ لَا تَخْلُو مِنْ مَعْنَيَيْنِ: إِمَّا حَقٌّ فَيُتَّبَعُ, وَ إِمَّا بَاطِلٌ فَيُجْتَنَبُ, وَ قَدِ اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ قَاطِبَةً لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ لَا رَيْبَ فِيهِ عِنْدَ جَمِيعِ أَهْلِ الْفِرَقِ, وَ فِي حَالِ اجْتِمَاعِهِمْ مُقِرُّونَ بِتَصْدِيقِ الْكِتَابِ وَ تَحْقِيقِهِ مُصِيبُونَ مُهْتَدُونَ, وَ ذَلِكَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : لَا تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ, فَأَخْبَرَ أَنَّ جَمِيعَ مَا اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ كُلُّهَا حَقٌّ هَذَا إِذَا لَمْ يُخَالِفْ بَعْضُهَا بَعْضاً, وَ الْقُرْآنُ حَقٌّ لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ فِي تَنْزِيلِهِ وَ تَصْدِيقِهِ, فَإِذَا شَهِدَ الْقُرْآنُ بِتَصْدِيقِ خَبَرٍ وَ تَحْقِيقِهِ, وَ أَنْكَرَ الْخَبَرَ طَائِفَةٌ مِنَ الْأُمَّةِ لَزِمَهُمُ الْإِقْرَارُ بِهِ ضَرُورَةً حِينَ اجْتَمَعَتْ فِي الْأَصْلِ عَلَى تَصْدِيقِ الْكِتَابِ, فَإِنْ هِيَ جَحَدَتْ وَ أَنْكَرَتْ لَزِمَهَا الْخُرُوجُ مِنَ الْمِلَّةِ, فَأَوَّلُ خَبَرٍ يُعْرَفُ تَحْقِيقُهُ مِنَ الْكِتَابِ وَ تَصْدِيقُهُ وَ الْتِمَاسُ شَهَادَتِهِ عَلَيْهِ خَبَرٌ وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) وَ وُجِدَ بِمُوَافَقَةِ الْكِتَابِ وَ تَصْدِيقِهِ, بِحَيْثُ لَا تُخَالِفُهُ أَقَاوِيلُهُمْ حَيْثُ قَالَ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) : إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ….)[14].
عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حَدَّثَنَا أَبِي, وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, قَالا: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ , قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمِسْمَعِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيُ, أَنَّهُ سُئِلَ الرِّضَا (عليه السّلام) يَوْماً , وَ قَدِ اجْتَمَعَ عِنْدَهُ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِهِ, وَ قَدْ كَانُوا يَتَنَازَعُونَ فِي الْحَدِيثَيْنِ الْمُخْتَلِفَيْنِ عَنْ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) فِي الشَّيْءِ الْوَاحِدِ, فَقَالَ (عليه السّلام): إِنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَرَّمَ حَرَاماً, وَ أَحَلَّ حَلَالًا ,وَ فَرَضَ فَرَائِضَ, فَمَا جَاءَ فِي تَحْلِيلِ مَا حَرَّمَ اللهُ أَوْ تَحْرِيمِ مَا أَحَلَّ اللهُ أَوْ دَفْعِ فَرِيضَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ رَسْمُهَا بَيِّنٌ قَائِمٌ بِلَا نَاسِخٍ نَسَخَ ذَلِكَ, فَذَلِكَ مِمَّا لَا يَسَعُ الْأَخْذُ بِهِ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) لَمْ يَكُنْ لِيُحَرِّمَ مَا أَحَلَّ اللهُ, وَ لَا لِيُحَلِّلَ مَا حَرَّمَ اللهُ, وَ لَا لِيُغَيِّرَ فَرَائِضَ اللهِ وَ أَحْكَامَهُ كَانَ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ مُتَّبِعاً مُسَلِّماً مُؤَدِّياً عَنِ اللهِ, وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَ {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ} يونس( 15) , فَكَانَ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) مُتَّبِعاً لِلهِ مُؤَدِّياً عَنِ اللهِ مَا أَمَرَهُ بِهِ مِنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ.
قُلْتُ: فَإِنَّهُ يَرِدُ عَنْكُمُ الْحَدِيثُ فِي الشَّيْءِ عَنْ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) مِمَّا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ, وَ هُوَ فِي السُّنَّةِ ثُمَّ يَرِدُ خِلَافُهُ؟
فَقَالَ (عليه السّلام): وَ كَذَلِكَ قَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) عَنْ أَشْيَاءَ نَهْيَ حَرَامٍ, فَوَافَقَ فِي ذَلِكَ نَهْيُهُ نَهْيَ اللهِ تَعَالَى, وَ أَمَرَ بِأَشْيَاءَ فَصَارَ ذَلِكَ الْأَمْرُ وَاجِباً لَازِماً كَعِدْلِ فَرَائِضِ اللهِ تَعَالَى, وَ وَافَقَ فِي ذَلِكَ أَمْرُهُ أَمْرَ اللهِ تَعَالَى, فَمَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) نَهْيَ حَرَامٍ, ثُمَّ جَاءَ خِلَافُهُ لَمْ يَسَعِ اسْتِعْمَالُ ذَلِكَ, وَ كَذَلِكَ فِيمَا أَمَرَ بِهِ؛ لِأَنَّا لَا نُرَخِّصُ فِيمَا لَمْ يُرَخِّصْ فِيهِ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) , وَ لَا نَأْمُرُ بِخِلَافِ مَا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) إِلَّا لِعِلَّةِ خَوْفِ ضَرُورَةٍ, فَأَمَّا أَنْ نَسْتَحِلَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) , أَوْ نُحَرِّمَ مَا اسْتَحَلَّ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً؛ لِأَنَّا تَابِعُونَ لِرَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) مُسَلِّمُونَ لَهُ, كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) تَابِعاً لِأَمْرِ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مُسَلِّماً لَهُ, وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ {ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} الحشر( 7) , وَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) نَهَى عَنْ أَشْيَاءَ لَيْسَ نَهْيَ حَرَامٍ, بَلْ إِعَافَةٍ وَ كَرَاهَةٍ, وَ أَمَرَ بِأَشْيَاءَ لَيْسَ أَمْرَ فَرْضٍ , وَ لَا وَاجِبٍ بَلْ أَمْرَ فَضْلٍ وَ رُجْحَانٍ فِي الدِّينِ, ثُمَّ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ لِلْمَعْلُولِ وَ غَيْرِ الْمَعْلُولِ, فَمَا كَانَ عَنْ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) نَهْيَ إِعَافَةٍ أَوْ أَمْرَ فَضْلٍ فَذَلِكَ الَّذِي يَسَعُ اسْتِعْمَالُ الرُّخَصِ فِيهِ إِذَا وَرَدَ عَلَيْكُمْ عَنَّا فِيهِ الْخَبَرَانِ بِاتِّفَاقٍ يَرْوِيهِ مَنْ يَرْوِيهِ فِي النَّهْيِ وَ لَا يُنْكِرُهُ , وَ كَانَ الْخَبَرَانِ صَحِيحَيْنِ مَعْرُوفَيْنِ بِاتِّفَاقِ النَّاقِلَةِ فِيهِمَا يَجِبُ الْأَخْذُ بِأَحَدِهِمَا أَوْ بِهِمَا جَمِيعاً أَوْ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ وَ أَحْبَبْتَ مُوَسَّعٌ ذَلِكَ لَكَ مِنْ بَابِ التَّسْلِيمِ لِرَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) , وَ الرَّدِّ إِلَيْهِ وَ إِلَيْنَا, وَ كَانَ تَارِكُ ذَلِكَ مِنْ بَابِ الْعِنَادِ وَ الْإِنْكَارِ, وَ تَرْكِ التَّسْلِيمِ لِرَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) مُشْرِكاً بِاللهِ الْعَظِيمِ, فَمَا وَرَدَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَبَرَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ فَاعْرِضُوهُمَا عَلَى كِتَابِ اللهِ, فَمَا كَانَ فِي كِتَابِ اللهِ مَوْجُوداً حَلَالًا أَوْ حَرَاماً فَاتَّبِعُوا مَا وَافَقَ الْكِتَابَ, وَ مَا لَمْ يَكُنْ فِي الْكِتَابِ فَاعْرِضُوهُ عَلَى سُنَنِ النَّبِيِّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) , فَمَا كَانَ فِي السُّنَّةِ مَوْجُوداً مَنْهِيّاً عَنْهُ نَهْيَ حَرَامٍ أَوْ مَأْمُوراً بِهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) أَمْرَ إِلْزَامٍ فَاتَّبِعُوا مَا وَافَقَ نَهْيَ رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) وَ أَمْرَهُ , وَ مَا كَانَ فِي السُّنَّةِ نَهْيَ إِعَافَةٍ أَوْ كَرَاهَةٍ ثُمَّ كَانَ الْخَبَرُ الْآخَرُ خِلَافَهُ فَذَلِكَ رُخْصَةٌ فِيمَا عَافَهُ رَسُولُ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) وَ كَرِهَهُ وَ لَمْ يُحَرِّمْهُ, فَذَلِكَ الَّذِي يَسَعُ الْأَخْذُ بِهِمَا جَمِيعاً أَوْ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ وَسِعَكَ الِاخْتِيَارُ مِنْ بَابِ التَّسْلِيمِ, وَ الِاتِّبَاعِ, وَ الرَّدِّ إِلَى رَسُولِ اللهِ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) , وَ مَا لَمْ تَجِدُوهُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ فَرُدُّوا إِلَيْنَا عِلْمَهُ, فَنَحْنُ أَوْلَى بِذَلِكَ, وَ لَا تَقُولُوا فِيهِ بِآرَائِكُمْ, وَ عَلَيْكُمْ بِالْكَفِّ, وَ التَّثَبُّتِ, وَ الْوُقُوفِ, وَ أَنْتُمْ طَالِبُونَ بَاحِثُونَ حَتَّى يَأْتِيَكُمُ الْبَيَانُ مِنْ عِنْدِنَا[15].
الأمالي (للطوسي): أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عليه السّلام), وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ بَعْدَ مَا قَضَيْنَا نُسُكَنَا، فَوَدَّعْنَاهُ وَ قُلْنَا لَهُ: أَوْصِنَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ, فَقَالَ: لِيُعِنْ قَوِيُّكُمْ ضَعِيفَكُمْ، وَ لِيَعْطِفْ غَنِيُّكُمْ عَلَى فَقِيرِكُمْ، وَ لِيَنْصَحِ الرَّجُلُ أَخَاهُ كَنَصِيحَتِهِ لِنَفْسِهِ، وَ اكْتُمُوا أَسْرَارَنَا وَ لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَى أَعْنَاقِنَا، وَ انْظُرُوا أَمْرَنَا وَ مَا جَاءَكُمْ عَنَّا، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُ لِلْقُرْآنِ مُوَافِقاً فَخُذُوا بِهِ، وَ إِنْ لَمْ تَجِدُوهُ مُوَافِقاً فَرُدُّوهُ، وَ إِنِ اشْتَبَهَ الْأَمْرُ عَلَيْكُمْ فِيهِ فَقِفُوا عِنْدَهُ وَ رُدُّوهُ إِلَيْنَا حَتَّى نَشْرَحَ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا شُرِحَ لَنَا، وَ إِذَا كُنْتُمْ كَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ، لَمْ تَعْدُوْا إِلَى غَيْرِهِ، فَمَاتَ مِنْكُمْ مَيِّتٌ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ قَائِمُنَا كَانَ شَهِيداً، وَ مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ قَائِمَنَا فَقُتِلَ مَعَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ شَهِيدَيْنِ، وَ مَنْ قَتَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَدُوّاً لَنَا كَانَ لَهُ أَجْرُ عِشْرِينَ شَهِيداً[16].
نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : (وَ عَلَى كِتَابِ اللهِ تُعْرَضُ الْأَمْثَال)[17].
[1] قرب الإسناد (ط – الحديثة) ؛ النص ؛ ص92:
[2] المحاسن، ج1، ص220- 221ح128.
[3] المحاسن، ج1، ص:221ح129.
[4] المحاسن، ج1، ص: 221ح130.
[5] المحاسن، ج1، ص:221ح131.
[6] المحاسن ؛ ج1 ؛ ص225ح145.
[7] تفسير العياشي، ج1، ص: 82.
[8] تفسير العياشي، ج1، ص:82.
[9] تفسير العياشي، ج1، ص: 8.
[10] تفسير العياشي، ج1، ص: 9.
[11] تفسير العياشي، ج1، ص: 9.
[12] الكافي (ط – الإسلامية) ؛ ج1 ؛ ص69ح4.
[13] الكافي (ط – الإسلامية) ؛ ج1 ؛ ص96ح 2.
[14] تحف العقول، النص، ص458- 459.
[16] الأمالي (للطوسي) ؛ النص ؛ ص231-233.
[17] نهج البلاغة (للصبحي صالح) ؛ ص103.